منذ الايام الأولى لنشأة الدولة الاردنية حباها الله برجال أوفياء وامنوا بالفكر الهاشمي العربي وأخذوا على عاتقهم مسؤولية النهوض بالوطن من خلال بنائه على أسس متينة ويكون وطننا للجميع ويوفر الحياة الفضلى للأجيال المتعاقبة.
ومن هذا المنطلق يجب علينا ان نستذكر رجالات الوطن المخلصين واخص في هذا المقال السياسي المخضرم والمجاهد زيد الرفاعي الذي ساهم في بناء مسيرة وتطور الدولة الأردنية وذلك من خلال قربة ومرافقة لجلالة الملك الحسين طيب الله ثراه في مرحلة بناء أسس الدولة الأردنية الحديثة حيث اتخذ العمل العام هدفا سامبا لخدمة مليكة ووطنه وقد ورث ذلك من البيت السياسي الذي نشأ وترعرع فيه.
ومن تعامل مع زيد الرفاعي عن قرب يكتشف بأنه لا يعرف إلا طريق الحق والصواب والصدق والإخلاص والمسؤولية وتحمل الواجب ، وهو من الأشخاص القلائل الذي كان على دراية بأصول الحكم وروح السياسة وكان يؤدي واجبة دون تهاون او تفريط إيمانا منه بخدمة وطنة ومليكة وامته، وكان رجل دولة بحيث كان يؤمن بأن الدولة الأردنية هي كل شيء والمنصب هو وسيلة لخدمة الدولة وتقدمها ،وقد لمست كل هذه الصفات خلال عملي مديرا لمكتب رئيس مجلس النواب وبالقرب منه بحكم العمل من زيد الرفاعي عندما كان رئيسا لمجلس الأعيان.
واليوم لن أتناول حياة زيد الرفاعي ومسيرته السياسية ولكن سأتطرق إلى جوانب أخرى تتعلق بالتضحيات التي قام بها خلال عملة بالقرب من الحسين طيب الله ثراه حيث أثبت من خلال سلوكه بأنه رجل المهمات الصعبة عن جدارة وكذلك المواقف الجريئة التي وصلت الى التضحية بنفسة من أجل مليكة ووطنية ، وقد أطلق اللواء المتقاعد إبراهيم الصرايرة في إحدى الاحتفالات الوطنية التي رعاها السيد سمير الرفاعي عام 2016 صفة (المجاهد ) على دولة أبو سمير وقد استوقفتني هذه الصفة طويلا وتمعنت فيها وبدأت بالتفكير بمعناها المقدس وبحثت في خفايا حياة زيد الرفاعي المليئة بالأحداث الوطنية ووجدت بأنه يستحق هذه الصفة المقدسة الجليلة حيث جاهد بنفسة خلال عملة بمعية جلالة الملك الحسين في اوقات صعبة وعصيبة مر فيها الوطن من أحداث داخلية عام 1970( وندعو المولى ان لا تعود تلك الايام على وطننا العزيز مرة اخرى ). حيث كان زيد الرفاعي في خضم هذه الأحداث المفصلية من مسيرة الدولة يعمل رئيسا للديوان الملكي وكذلك ملازما للملك الحسين وعلى مدار الساعة حيث ذكر أحد أفراد الحرس الملكي في ذلك الوقت بأن زيد الرفاعي لم يفارق الديوان الملكي طيلة الأحداث وقد كان يطلب منه جلالة الملك الحسين المغادرة لبعض الوقت لزيارة بيته ويطمئن على عائلته وفي ذلك الوقت كان ابنه الوحيد سمير لا يتجاوز عمرة ستة أعوام، إلا انه كان يرفض المغادرة ليبقى بجوار وقرب الملك الحسين على مدار الساعة فقد آثر على نفسة ان يترك الملك في هذه الظروف المفصلية والصعبة حيث كان همة المحافظة على حياة الحسين بصفته الملك والقائد وهو بذلك يتطلع بنظرة السياسي وقناعة رجل الدولة بضرورة المحافظة على حياة جلالة الملك بصفات القائد والرمز وبقي إلى ان انتهت الاحداث وعادت الحياة إلى طبيعتها. وبعد ذلك تم تعينه سفيرا الاردن في المملكة المتحدة وقد تعرضت حياته إلى الخطر أثناء عمله سفير في لندن حيث تعرض لمحاولة اغتيال أصيب بعدة طلقات نارية في كتفة وقد نجى من الموت بلطف من الله عز وجل ولا زال يعاني من آثار الطلقات في جسده إلى الآن.
نعم انه سياسي ومجاهد حيث أفنى حياته إلى جانب الحسين طيب الله ثراه مجاهدا من أجل الوطن تعرض إلى اذى جسدي، انه زيد الرفاعي (أبو سمير ) الوفي لوطنه ومليكة وأصدقائه يستحق منا ان ندعو له بطول العمر وأن ينعم علية بالشفاء من الحادث الذي ألم به منذ عام تقريبا ولا زال يعاني من إثارة وربما حد من حركته وتنقلاته وابعده قليلا عن القيام بزياراته الاجتماعية ومشاركته الشعب الأردني الذي احبة.
* رئيس هيئة الاستثمار الأسبق