المجد للتفاصيل الصغيرة ..
المهندس انس الازايدة
07-03-2018 01:51 AM
المجد للتفاصيل الصغيرة ...
لنخلقْ سعادتنا غصباً..
( يقول المثل الانجليزي ان (الشيطان ( الشرّ ) يكمن في التفاصيل ) ، اعتقد ان السعادة قد تكون أيضاً هناك ).
الحياة بمجملها و حياة الأردنيين خاصة تدعو للكآبة اذا رأينا الصورة كاملة ، و يبدو تحسين هذه الصورة بعيداً في المدى المنظور ،
لماذا القلق إذاً ما دام الأمر خارج قدراتنا الشخصية .
شخصياً ابحث عن السعادة في تفاصيل الحياة الصغيرة و أجدها كثيراً ؛ أراها في ضحكة ابني عمر حين يفوز بإحدى ألعابه الالكترونية ، اراها في منظر سهل الجازل في مأدبا إذ يخضرّ في هذه الأيام ، ألمسها في قبلة على يد أمي ، اتذوقها في نكهة الاحتراق اللذيذ لأرز المقلوبة الملتصق ب (قاع الطنجرة ) ، احتسيها في كوب شايٍ مترعٍ بالحبّ و النعناع على ( البرنده) مع دفء شمس أول الربيع .
مع كل هذا الاختناق الذي نعيش أجدني أتنفس السعادة في نسمة عليلة في المصلوبية تأتي من الغرب مرّت فوق القدس حاملةً عشقاً و قداسةً ثم عبرت البحر الميت فأخذت منه قليلاً من الرطوبة و اكملت طريقها فوق الحُمرة و عيون الذيب و أم غدران لتحمل أيضاً رائحة مرابع اجدادي .
مع كل هذا الصخب حولنا اسمع صوت السعادة هدوءًا و سكينةً في صوت الشيخ مصطفى اسماعيل يؤرجحني بين النهاوند و الصبا يقرأ من سورة القصص أحسنها .
مع كل الهزائم اليومية فإني اجد انتصارات صغيرة ألهو بها ، اعتبر تفوق بنتي في المدرسة انتصاراً يسعدني ، أعيش انتصاراً إذا اختفى وجع الأسنان و إن يكن بمساعدة ( إبرة فولتارين ) .
تفاصيل الحياة فيها الكثير مما يجلب السعادة ، رؤية الأحباب ، صحبة الأوفياء ، كلام كثير يُقال من نظرة ، فكرة تخطر في بالك و بال احدهم في ذات اللحظة و كلمة تقولانها معاً دون ترتيب و ضحكة تضحكانها لا يفهم سببها الجالسون .
قد لا يغيّر هذا شيئاً من الواقع لكنه يجعلني أعيشه براحة اكبر و اتقبله بقلق أقل .
ابحثوا عن سعادتكم في التفاصيل و حاربوا بها القلق و الحكومات .