-1-
هو ليس كابوسا، ولا حقيقة، ماذا تفعل حينما تصحو، فلا تجدك، بل تجد أن ثمة شخصا آخر ينام في فراشك؟ وإذ به يتحول إلى صرصور، أنت لم تعد موجودا أصلا، ولم تتحول، كل ما هناك أنك لست هنا، ببساطة أنت غير مرئي ولا محسوس، حتى حينما نظرت في المرآة، لم تتعرف عليك!
أين ذهبت؟ ومن حل فيك؟
-2-
يا إلهي...!
كم تُخفي تلك الابتسامات الجميلة، قلوبًا متشققة، ورمادَ معارك طاحنة،
كأنّ ثمَّةَ جثة تقيم داخل هذا الجسد الجميل، والحيوية التي تثير الإعجاب،
وكأنَّ تلك العينين الجميلتين مجرد زجاجتين بلا حياة،
وذلك الجسد المتناسق الذي يضج بالجمال، ليس غير عروس من البلاستيك!
-3-
نصحني عابث مرة، بأنْ أخرج من ذاتي كلما شعرت بالضجر أو الحزن،
وقال لي: جرِّب أنْ تكونَ لستَ أنتَ، قد يُساعدك هذا الأكروبات النفسي في صناعة بهجة ما ...
حينما جربت هذه الحيلة، اكتشفتُ أنني أنا لستُ أنا، بل تلك الشخصية التي خرجت إليها، وحينما حاولت أنْ أعودَ إليَّ، لم أجدني، ولم أستطع أنْ أكونَ تلك الشخصية!
-4-
عندما استيقظ، تحسس رأسه فوجده مكانه، فاطمأن، ولكنه حين مرر راحة يده على مكان عينيه لم يجدهما، كان ثمَّةَ سطح أملس، بسرعة تفقد أذنيه، وأنفه، لم يجد شيئًا، لم يبق له غير فمه... فبدأ بالصراخ، ولكنه لم يسمع صوته!
-5-
سأختفي، في معطفي، وأغلق الأزرار دوننا، ونحتفي...
بوحشة الطريق، ثم... نختفي!
-6-
ماذا تبقى من صبابات المساء؟
بعض من بقايا الأصدقاء: ظلٌّ على الكرسيّ، نافذة تُطِلٌّ على اللاشيء، أغنية بلا معنى،
وكأس فارغ، وقصيدة مملوؤة بالوعد، وبعض الكستناء!
-7-
ظِلّي طويلٌ، سامِقٌ، لم أستطعْ أنْ أُنْزِلهْ، فَصَعَدْتُّ لَهْ!
-8-
المظالم التي تراكمت على قلوبنا منذ أكثر من مائة عام، لا يلزمها مائة عام أخرى من الصبر والقهر، تحتاج مائة رجل فقط!
-9-
إليها، إلى مَنْ تراءت إليّ خلال السّحابْ...
وظلَّتْ هناك، وراء حجابْ...
وحين استبدت بي الأمنيات، وحاولت أنْ ألتقي طيفُها، بدت لي حقيقة، وكنتُ...
السرابْ!
الدستور