معلوم – كما بيّنّا –[ في القسم الأول – من التمهيد - حول – خلاصة الحضارة الإسلامية , وما اعتراها من استبداد أدّى الى ضعف ] - أن عُمر الحضارة العربية / الإسلامية – المنتجة المبدعة – مئتان وخمسون عاما ّ- بدْءا ً من مئة وخمسين هجرية – الى أربع مئة . ثم .. مضت مستقيمة ً من دون إبداع , خلال القرنين الخامس والسادس .. ثم - تحولت الى حضارة جمع واجترار وتقليد , وتكرار - بعد ذالك – بسبب الاستبداد والفساد والظلم – هاذه القواصم التي بدأها معاوية .. ثم استمرت , من بعده , حتى آخر سلطان عثماني , ثم ّ تجدد الاستبداد , ولاكن – بصورة أخفّ َ مع الحكام الوطنيين , في البلاد العربية والإسلامية [ والعالم الثالث كله ] منذُ تولـّى الحكامُ الوطنيون الحكم – عقيب زوال الاستعمار ..
- وهاذا الاستبداد – أدى الى انحصار العقول في مضطرب لحـِج , فما عاد التفكير , حتى في حقبة التجديد , والإبداع يتمدد كما يشاء , وحقبة الإبداع والتجديد – لم تدم ألا مئتين وخمسين سنة – من سنة – مئة وخمسين عندما بدأ التدوين , وتـُجووزت مرحلة الرواية الشفوية – حتى سنة أربع مئة , عندما أُغلق باب الاجتهاد , أي : أغلق باب التنفكير الحر ّ.. وانحصر التفكير فيما ورد في الكتب السابقة . بل ضُيّقت السبل على المفكرين .. مما جعل أحكام الفقهاء الخمسة الكبار,وهم : أبو حنيفة , ومالك , والشافعي , وأحمد ابن حنبل , وابن حزم الأندلسي ّ, في الفتيا – ووأحكام المحـَدّ ثيْن الكبيريْن ,على الحديث – البخاري – ومسلم – وغيرهاذيْن المحدثيْن الكبيريْن ممن جاؤوا , بعدهما , في القرنين – الثالث والرابع –أحكام هاؤلاء كلهم – كلّ ٌ في مجاله .. – بعضُها يعتوره الخلل والقصور [ كما بيّنّا في – القسم الأول – التمهيد – الملفيْن الثالث – والرابع ].. وإني لأعلم أن الناس يقدرون تقديرا ً عاليا ً- هاؤلاء الفقهاء الخمسة , وإمامي الحديث هاذين.. وإني لكذالك – أُقدّرهم – رضي الله تعالى عنهم جميعا ً– لا – لأنهم أصابوا كبد الحقيقة في كل ّ ما قالوا , وما ألّفوا .. بل لأنهم كانوا صادقين مُخلصين لله ورسوله , وللمسلمين , ولدين الله العظيم .. [ ولهاذا .. لم يقبلوا أن يجعلوا أنفسهم في خدمة الحاكم المستبد الفاسد الظالم ..] أما ما قالوه , وما ألّفوه – فإنه يعتوره بعض ُ الخلل والقصور .. مع أنهم لم يتركوا من جهدهم شيئا ً !!]-
كلّ ُ ذالك .. مُفصّل ٌ في هاذا الكتاب : (حديث ُ- [ لا وصية َ لوارث إلا أن يشاء الورثة- وكلّ ُ مافي بابِهِ ] أحاديث ُ مكذوبة ٌ) [ في – القسم الأول – التمهيد – الملفات : الثاني , والثالث والرابع ].. ولاكني أوردت ُ هاذه النبذة َ هنا – من أجل أن ْ- أستعرض , وأحلل ما ورد في – الموقع الألكتروني ّ- ل - [ منتديات كلّ السلفيين – الدرر السنية – إشراف علوش ابن عبدالقادر السقاف –بعنوان = تصحيح نسبة الحديث الضعيف للنبي – صلى الله تعالى عليه وسلم ]– أشرت الى هاؤلاء الأعلام.. لأن الأمة تلقت مثل هاذه الأحاديث الضعبفة بالقبول – بسبب قَبول العلماء لها , ومعظمهم من علماء عصور الانجطاط ,[ وعلماء عصور الانحطاط , على الحقيقة – هم نَقَلَة ُ عِلم , وليسوا علماء – كما كان عنوان أحد كتبي , في نقدي لهم .. ] = أجلْ – بسبب قبول العلماء لها - كما يرىكاتب البحث في هاذا الموقع- الذي لم يذكر اسمه , ولعله – الشيخ علوش نفسه .
- وسأقوم –بإيراد أقواله – قولا ً .. قولا ً- مرقمة ً- وأُحلل كل ّ قول , لأبيّن َ أن موافقته لآراء السابقين - يقوم على – قصور منه في التفهم – وعلى مُغالطة منهم , من قبله , وعدم وعي ٍ – للأمر – مما يضر ّ بصحة الأدلة الشرعية , ويجعل التساهل هو الذي يقود – الخُطى ...فيختلط الحديث المكذوب بالحديث الصحيح – ويختلط الحكم الصافي بالحكم العكر , ويختلط الباطل بالحق .. مما أدى الى سرعة انحدار الحضارة الإسلامية – منذ ُ نهاية القرن السادس , حتى أمست ْ حضارة عقيمة ً– حضارة جمْع ٍ وتكرار, وتقليد , واجترار ...كل ّ ذالك نتج عن استبداد الحكام وفسادهم , فالحكام المستبدون هم رأس الداء , وأساسه ُ.
خروج ٌ من الأقوال المنحرفة الى استقامة الحقّ:
- ونحن – بهاذا التحليل والتفنيد للأقوال المنحرفة عن الحقّ– نخرج – [ كما خرجنا في هاذا الكتاب = لا وصية َ لوارث ... =وغيره من كُتُبي الكثيرة ً ]- من الانحباس في شرنقة دائرة أحكام القدامى – التي يعتورها التظليل والتضليل , أحيانا ً- بسبب قصور النظر – الذي سبـّبه ُ– استبدادُ الحكام, وفسادهم – وذالك .. أدى الى تدني سقف الحرية حتى عند العلماء .. ونأتي بأحكام جديدة – لعلها تكون أصفى , وأنصع ,وأقرب الى الصواب – وإني لأجزم أننا لن نتقدم – حقّا ً- إلا – إذا خرجنا من الشرنقة .. وتنفسنا الهواء النقي ّ, وتطلعت عقولنا الى ما عساه يكون حقا ً.. يصلح لنا , ويصلح للإنسانية – جمعاء – بل – لعله .. يُصلحنا – ويُصلح هاذا الإنسان المعذب على هاذا الكوكب الأرضيّ الذي يتخبط , في كثير من جوانب الحياة على غير هُدى ً.. ومثال واحد من هاذا التخبط – هاذا النظام الاقتصادي الغربي الجائر المتغول – الذي طغى وبغى على بلادنا العربية الإسلامية , وكثير من بلدان العالم – هاذا الذي جعل – خمسة وتسعين بالمئة من وفرة المال [ 95/] في أيدي شرذمة قليلين – لا يزيدون على خمسة بالمئة – وجعل خمسة وتسعين بالمئة من سكان الأرض – يتبلغون الكفاف – على خمسة بالمئة من أموال هاذه الأرض !! – فالغرب – على أنه يتقدم علينا – وعلى الشرق الروسي والصيني في الحرية – كثيرا ً.. غير أنه ضال ّ ٌ في نظامه الاقتصادي – ضلالا ً كبيرا ً... على أنه لا يُخرج الناس من الاستبداد – في الحكم - في بلاد العالم الثالث , ومن الظلم الاقتصادي في العالم الغربي والأوروبي ّ, ومعظم هاذا العالم - إلا ..نظام – إنساني ّ- عادل – يؤمن بأن الناس في الحقوق العامّة – سواسية كأسنان المُشط – كما قال رسولنا – الحكيم المعصوم – وأن المال الذي في الأرض يكفي جميع البشر – ما بين مُكتف ٍ- وبين غني ّ ٍ- لو قام نظام اقتصادي عادل – بناءا ً على ما أنزله ربّـنا – جلّ وعلا – في الآية العاشرة – من سورة = فُصّلت ْ= قال تعالى :( قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأر ضَ في يومين ,وتجعلون له أندادا ً, ذالك ربّ ُ العالمين +وجعل فيها رواسيَ من فوقها ,وبارك فيها , وقدّر فيها – أقواتها – في أربعة أيام ٍ – سواءً للسلئلين + 9, 10=) – فالأقوات التي قدّرها الله تعالى في الأرض تكفي جميع الخلق , ولو كانوا – مئة – مليار ..لولا أن المرابين , والحكام المستبدين – يحتجنون معظم هاذه الأموال – كما هو حاذث في هاذا النظام الاقتصادي الغربي المتغوّل !!
رأيان .. خاطئآن :
- والأن نأخذ بتناول هاذه الأحكام التي اعتبروها أصولية باتّة ً.. مع أنها تائهة ٌ يعتورها – الخللُ – والبعدُ عن الحقّ ِ– الحقّ ِ - الذي يحفظ للحديث قُدسيته – وللناس رُؤيتهم الصائبة , وحقوقهم في الحياة الكريمة – شورى أو ديمقراطية - و حُرّية ً , وعدالة ً , ومساواة , وإنصافا ً ,وعيشا ً كريما ً.. نتناولها – مُلخصة ً – لا بلفظها :... يتبع ...