رائحة جدتي أم تركي رحمها الله ، تجتاح جسدي ، بذكرياتها المؤلمة التي لم تعد لها بأية وجود ، ذكريات لها مكانها في داخلي ، اكتب وأنا لم أعد أذكر سواء الماضي ، اكتب وأنا أصبحت أفكر بها رغم كل شيء مكانها في قلبي ، لا أريد أن اكتب عن القادم ، لأنه لا يعلمه إلا الله عز وجل .
يا جدتي اتذكرين يوما كنت صغيراً ، يا جدتي اختلف الماضي الذي كنت فيه عن الحاضر الذي نحن به ، يا جدتي روحك الطاهرة ماهي الا العطر الفواح ، في البيت التي كنتِ فيه ، يا جدتي اليوم أعيش مع ذكرياتك ، لماذا ؟ ، لا أعلم ، ربما الذي يحصل في عالمنا أصبح غريب ، عن الماضي التي كنتِ فيه .
يا جدتي اتذكرين حينما كنت في مرحلة الثانوية ،حيث أذكر حينها كانت الظروف المحيطة بي هي صعبة إلى الغاية ، بسبب ضغوطات الدراسة ، حيث الخوف جاءني فجأة
. أذكر يا جدتي قد انقلب راسي على عقب ، انتِ كنتِ لي عبرة ، تربية على يديكِ ، كان طعامك هو إلى الجميع ، يا جدتي اليوم ابن ابنك في كارثة كبيرة ، أصبح لا يعِ ما يحدث ، أصبح يكلم نفسه عن أمور لم تسبق لها مثيل ، يا جدتي أذكر حين ذهبت، روحك الطاهرة إلى بارئها .
كان وجهك أبيض اللون ، لسانك يبوح بذكر الله عز وجل ، عينيك تنظر إلى الجميع بنظرة المحبة ، رأسك كان مرفوعا” عاليا” ، يديكِ كانت تطعم المساكين .
جدتي ، يوماً ما سوف نجتمع، ولكن هل يجمعنا القدر في آن واحد ، أعتذر منكِ ، ولكن اشعر أحيانا بأنني على أخطاء ، واقوم بارتكاب المعاصي ، وأنا ليس كذلك ، اتذكرين حينما قلتي لي ، خلي عينك على دراستك
. اليوم أود أن أبعث لك رسالة ، وهي فقدت كل أمل ، لا أدري ، يا جدتي ، ربما بأنني أعيش مع زمان ليس زماني ، وإنما هو زمان الغدر والخيانة، زمان ضياع حق من له حق ، زمن الوفاء إلى المال، مقابل غدر الأصدقاء، بل هو زمن غدر الإخلاص، والوفاء، إلى المصالح ، جدتي اين ما كنت ، شخصي الكريم ابن ابنكِ على يقين سوف نلتقي يوما ، سواء حلماً أم في عالم البرزخ ، جدتي لن أقول لك وداعا” ، ولكن سوف أقول إلى زماننا ،وداعا” لك بما حملت من كره، وبغضاء ،وداعا” لأنك في سبات عميق من أجل بيع ماضيك، وتجارتك في حاضرك , التي أصبحت محمل ثقل الى الذين تربوا على الظروف الإيجابية .