يعد التواصل العلاج الأول والناجع للمشكلات والاختلافات، فالخلاف الأسري يتم حله بالتواصل المباشر والحديث عن اسباب الخصومة، والمعلم يقوم بالتواصل مع طلابه لإيصال المعلومة لهم، و السياسي يقوم بالتواصل مع القواعد الشعبية للحصول على اصواتهم، والحكومة تقوم بالتواصل مع النواب – بطريقة او بأخرى- لشرح برنامجها الوزاري للحصول على ثقة المجلس، وكذا الشيخ و المدرب و الموظف وحتى الانبياء والرسل ....الخ
في وقتنا الحاضر؛ زادت اهمية التواصل لما يشهده الشارع من احداث متتالية، ولسرعة انتشار المعلومات من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، و زاد على اهمية التواصل ايضاً: "السرعة" في تقديم المعلومة او نفي اشاعة كخطوة اولى في وأد الفتنة في مهدها.
قبل ايام ولأول مرة تواصل الناطق الاعلامي لمؤسسة الضمان الاجتماعي مع " حراك السلط "، وبين بأن ما يتم تداوله بخصوص راتب مديرة الضمان الاجتماعي نادية الروابدة مبالغ فيه، و كشف عن الوضع المالي الحقيقي لمؤسسة الضمان، مما بث القليل من الراحة بين الحراكيين لتواصلهم مع شخص مسؤول وليس لما ادلى به من معلومات.
ظهور مدير الأمن العام الجديد الباشا فاضل الحمود على شاشة التلفزيون الأردني، اعطى انطباعاً ايجابياً عن الرجل لم لا يعرفه، فالباشا كان متوازناً في حديثه بين المواطن والدولة، وبين المستثمر و الموظف، ووضع خارطة الطريق والنهج الذي سينهجه في ادارة الأمن العام بين يدي المواطنين بوضوح وشفافية.
هذا النهج – بالتواصل - للباشا اذا استمر خلال توليه لمنصبه، سيكفيه شر العديد من الاشاعات، كما سيعيد ثقة المواطن برجال الأمن، ويحول اتجاه البوصلة الى القنوات الرسمية للحصول على المعلومة، وبالتالي الحفاظ على المجتمع من استغلال ضعاف النفوس اللذين يبثون الفتن.
الشفافية و السرعة والانفتاح على وسائل الاعلام، والتواصل المباشر وغير المباشر مع المواطنين مطلوب من كافة مفاصل الدولة، فهي همزة الوصل بين الشعب والحكومة، وأقترح على الحكومة بأن يكون التواصل مع المواطنين و وسائل الاعلام اجبارياً على الوزراء و المسؤولين، ولعل "الباشا" فاضل الحمود يكون سنَ سنةً حسنة في ذلك.