اسامينا .. شو تعبو أهالينا تلاقوها .. و شو افتكرو فينا
يبدو هذا الكلام لم يكن له معنى عند أجدادنا ، فقصة اختيار أسماء أعمامي وعماتي وبالتالي والدي قصة طريفة ، فمهنة الأجداد بالأساس كانت الزراعة وتربية المواشي ،وكلنا يعلم بأن الفلاحين كانوا يحبذون أنجاب الذكور للمساعدة بأعمال الزراعة الشاقة .
فكانت أول خلفة لجدي أنثى فأطلقوا عليها أسم فريدة ،وهذا الاسم في بداية القرن الماضي كان يعتبر اسما جميلا ونادرا ، ثم أنجب ذكراً وأطلقوا عليه أسم فريد كي يتناغم مع أسم البنت الكبرى ، ثمَّ كانت الخلفة الثالثة أنثى وأطلقوا عليها أسم سعده ،ويبدو هنا بأن جدي وجدتي لم يكونوا قد فقدوا صبرهم على خلفة الإناث بعد، ثم كانت الخلفة الرابعة وكان ذكر أسموه سعيد ليتناغم أيضاً مع أسم أخته التي تكبره .بعد عمي سعيد بدأ الزعل ينتاب جدي وجدتي ،حيث كانت الخلفة الخامسة أنثي وأسموها زعيلة ، ثمَّ جاءت الخلفة السادسة وكانت أيضاً أنثى فأسموها معيوفة ، ثم جاءت الخلفة السابعة وكانت ذكراً (والدي ) ،فمن شدة الفرحة به أسموه عيد ، وعيد كان نهاية العنقود وبقي المدلل دائماً من الجميع ،ولكونه كذلك فهو لم يكن يشارك بأي اعمال لها علاقة بالزراعة أو بالعناية بالمواشي .
الملفت أن عمتي زعيله كانت أول من توفاها الله ، ووالدي كان آخر من التحق بها قبل خمس سنوات عن عمر ناهز ال92 عاماً ،ولكنه لم يكن الأطول عمراً بين أخوته وأخواته ،حيث ماتت عمتي الكبرى فريدة عن عمر ناهز ال97 عاماً ، وعمي فريد مات عن عمر ناهز ال 95 عاماً ، أما البقية فماتوا عن أعمار لم تتجاوز ال 80 عاماً .
رحمهم الله جميعاً .