نحمد الله صباح مساء على نعمة الأمن وبخاصة أننا نرى الجرائم حولنا قد أهلكت الحرث والنسل وقضت على الأخضر واليابس ، دمرت البلاد وقتلت العباد وشردت الملايين ومكنت الظالمين ولا بصيص أمل في نهاية النفق . هذا يقوله كل أردني حر شريف مستعد ليقدم دمه فداء لوطنه . لكن هؤلاء لا يقبلون تحت عنوان الأمن والأمان أن يتم جرم عظامهم ونهب مالهم وإذلال كرامتهم لصالح أبناء الذوات الذين يستعمرون الأردنيين أبا" عن جد قد حولوا الوطن إلى وراثة وكأنهم هم حماة العرش بينما الحقيقة أن حماة العرش هم الجيش والأمن وكل الناس يعرفون من هم أبناء الجيش والأمن .
لا يختلف الأردنيون على جيشهم وأمنهم لأن رجال هاتين المؤسستين هم أبناؤنا الذين نعرفهم ونعرف فداءهم وانضباطهم واحترافهم وشهادة العالم لهم ، لكن هذا شيء والخلل الذي تمارسه الحكومات شيء آخر . فعام 1998 كانت مديونية الأردن 7 مليار بينما الان 35 مليار فبفضل من تم هذا ؟ 28 مليار خلال عشرين سنة يعني كل سنة استدانة مليار ونصف !! حكومة النسور وحدها استدانت 6 مليار فهل القيادة الحكومية ناجحة ومعبرة عن طموحات الأردنيين ؟! ترفع الحكومة سعر الطاقة عشرين وثلاثين قرشا" ، وعند التخفيض تتكرم علينا بتعريفة ( نصف قرش ) ما هذا التلاعب ؟ ما هذا الاستهتار ؟ ردوا التعريفة على بطونكم وعلى سيجاركم وعلى سفركم وعلى عقود الرفاه الذي تعقدون !! وعلى رواتب أولادكم القطط السمان .
بنى الشعب الأردني ومؤسسات المجتمع الخيري مستشفى الحسين السرطان ومع هذا صرتم تتلاعبون بالمصابين الذين سكن فيهم هذا المرض فبدل مواساتهم أخرجتموهم عن طورهم ليتظاهروا معترضين عليكم وعلى سياستكم !! تتخذون القرارات المكتبية دون النظر في أحوال الناس ودون معرفة بوضع بيوتهم من الداخل !! ليس لكم اهتمام بالحالة الاجتماعية للناس حيث تزيد نسبة الطلاق والعنوسة والانتحار وتعاطي المخدرات !! تضحكون على الناس بأنكم تسيرون في نهج التشغيل لا التوظيف بينما منابع البطالة تعرفون أنها من حملة الشهادات فأين قيامكم بالواجب الذي أقسمتم على أدائه وهو هنا عملية جراحية في التعليم العالي.
الواقع يخبرنا أن الناس ما عادت تتحمل وصار الخروج إلى الشارع يقوم به من كان بالأمس حارسا" من حراس الوطن من المتقاعدين وأبناء البوادي المعدومين.
والوطن محاط بنيران من الشرق والشمال والغرب والحكومة كأنها في ظل قمر وربيع !! ان الشعب غير مرتاح للحكومة ولا حتى مجلس النواب وصار يرفع صوته لعل أذنا" تسمع فتوقف النزيف والاستهتار وتغير النهج الذي لم يعد مناسبا" سياسيا" واقتصاديا" واجتماعيا" ووطنيا" ولا تنسوا أن الألم قد يستغله المتربصون الذين يقفون على الحدود للانقضاض على جزيرتنا الآمنة.