الأب بدر من فيينا: لنستخدم وسائل التواصل من أجل السلام
02-03-2018 03:43 AM
عمون - قال الأب رفعت بدر مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، إن قضية القدس هي القضية التي تشغلنا حاليًا، وعلينا كرجال دين وناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، أن نكرّس تغريداتنا اليومية، من أجل القدس والمقدّسات الإسلامية والمسيحية فيها، ضمن الدعوة الى احترام بنود "الوضع الراهن أو الستاتكوو" واحترام المواثيق الدولية والوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية. وأضاف الأب بدر في كلمة له خلال ندوة حول وسائل التواصل الاجتماعي كمساحة حوار، ضمن مؤتمر فيينا الدولي الثاني للحوار من أجل السلام، الذي دعا اليه مركز الملك عبدالله بن عبد العزيز للحوار "كايسيد" KAICIID، تحت شعار «الحوار بين اتباع الأديان من اجل السلام والتعايش السلمي والمواطنة المشتركة». علينا أن نعترف بتقصيرنا حول استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، للدفاع عن حقوقنا الاساسية التي قد يتناساها أو يتجاهلها العالم.
وفي الندوة التي ترأستها مديرة الإعلام في مجلس الكنائس العالمي ماريان ادرجستن، وحضرها السفير الاردني لدى النمسا حسام الحسيني، وشارك بها عدد من المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي من عدد من البلدان، قال مدير المركز الكاثوليكي أنّ أكثر ما يؤثر سلبيا على شبابنا اليوم هو انه يجري وراء الاخبار المتسرعة، وإنصاف الحقائق والأخبار المغرضة والمباعة والمشتراة، التي يقف خلفها سياسي متنفذ أو تاجر دين أو اقتصادي ورجل اعمال لديه مال. الاخبار المشوهة والملفقة هي اخبار مفرقة. دعونا نتفق على ان كرامة الانسان هي الاساس وهي ليست معروضة لا للبيع ولا للشراء.
ووجّه الأب بدر دعوة إلى رجال الدين والمهتمين بالشؤون الحوارية إلى ان يكثفوا تواجدهم على وسائل التواصل، وأن يغرّدوا يوميا من أجل السلام والعدالة والحوار، فهذه افضل طريقة للتصدي لكل التغريدات والأخبار المشوّهة التي تدعو احيانا كثيرا، ضمن خطابات الانغلاق والكراهية، إلى الغلوّ والتطرّف والتفرقة بين الناس على أساس انتماءاتهم الدينية والعرقية والطائفية. وقال انّ علينا الا ننسى قضيّتنا الاساسية في فلسطين، وأن نغرّد من أجل الحقوق العربية في القدس الشرقية، كما دعا الى الاهتمام بالعائلة، والقيم السامية للزواج المقدس، والاهتمام بالتربية، ليس فقط بالمناهج المكتوبة ولكن كذلك بالمناهج غير المكتوبة، وكيف يكون المدير والمعلم قدوة للطلبة. وحث الأب بدر على الاهتمام باللاجئين وعدم نسيانهم، فهم كذلك قادرون في اوطانهم الجديدة على ان يكونوا سفراء للحوار الديني والانفتاح.
وفي المؤتمر الذي جرى على مدار يومين، وشارك به أكثر من 300 شخص من قادة أتباع الأديان والثقافات في فيينا، تم إطلاق "منصّة الحوار والتعاون بين القيادات والمؤسسات الدينية المتنوّعة في العالم العربي" والتي تم التحضير لها في اجتماعين دوليين عقدهم مركز "كايسيد" في عمّان في كانون الاول 2017 وشباط 2018. وأكد المشاركون في وثيقة تأسيس المنصة على أهمية غرس قيم الحوار، وتعزيز العيش المشترك، وتأكيد أسس المواطنة لتجنيب المجتمعات العربية ويلات الحروب والعنف، خصوصاً التي ترتكب باسم الدين، فضلاً عن مخاطر التعصّب والتطرّف. كما دعوا إلى العمل معاً لتعزيز الاعتدال والتفاهم والتعاون عن طريق حوار عميق هادف صادق مبني على إرادة العيش المشترك، وتعزيز البيئة الحاضنة للتنوّع الدينيّ والعرقيّ والثقافيّ.