تقوم المجتمعات وتتقدم على النضج الفكري لأفرادها فتكون حرة ومستقلة إذا كان منبعها علم وثقافة ومعرفة متينة ومن ثم تتقدم وتزدهر، وعكس ذلك تكون النتيجة كارثية فننغلق على أنفسنا ونُستعبد دون أن ندرك، وإن حصل وأدركنا لا يهمنا ونعيش بعبودية اللامبالاة.

لحسن حظنا مجتمعنا لا يزال بخير، بل هناك الكثير من أفراده قدوة للآخرين والأجيال القادمة ومثالهم مجموعة كبيرة في نادينا العريق، النادي الأرثوذكسي.

انتخابات النادي ستكون المحور الأهم هذا الشهر، فقد أتمت الرئاسة والهيئة الإدارية الحالية جهوداً ثابتة في العطاء ومشهود لها لمنفعة ولرفعة النادي والارتقاء به ولمصلحة أعضائه، واثقين بأن الرئاسة والهيئة المنتخبة الجديدة واللجان العاملة، كالسابقات، سوف لا تقل بالعطاء والعمل لمصلحة النادي والمصلحة العامة.

ولعلم من لا يعلم، أن أعضاء الهيئة الإدارية ولجان النادي الثمانية الذين يقارب عددهم الخمسين منهم اللجنة الثقافية، الاجتماعية، الرياضية، وهيئة النشرة يعطون من وقتهم وطاقاتهم وجهدهم بإخلاص. أما الأجمل، فهو أن عطاءهم هذا هو من دون مقابل. عندما أشارك من هم خارج النادي من غير الأعضاء بهذه الفكرة، بأن عمل الهيئات الإدارية واللجان الدؤوب والمتفاني هو من دون أجر، الغالبية تذهل، والبعض يتسأل : "هل ما يزال هناك من يعمل من دون مقابل ؟".

أقولها بصراحة تامة: هكذا هو العطاء وهكذا تُبنى المؤسسات وهكذا تقام وتزدهر الدول .. من عطاء أبنائها. وليس الجميع قادراً أن يعطي بسخاء من دون مقابل، فقط المحبون، والمخلصون، والمنتمون ليس للنادي الأرثوذكسي فقط بل للأردن أيضاً.

حبَّذا لو البرلمان الأردني يقتدي بالنادي كمثال، وقتها سوف يبرز فقط من يهمه مصلحة الوطن والمواطن ويفنى من همهم مصلحة أنفسهم الذاتية. وَيَا حبَّذا لو نبدأ بإنتاج موسسات وجمعيات قائمة على العطاء، وإن وجدت أن نبرزها ونعززها ونشجع أعضائها.

النادي الأرثوذكسي صرح مكاني في العاصمة عمان وصرح إجتماعي ثقافي رياضي، أعضاؤه نخبة من محبي الوطن.

انتخابات النادي هذا الشهر ستمارس بديموقراطية راقية كما هي العادة دائماً وستكون بمشاركة جميع الأعضاء العاملين لأن هدفنا بالانتخاب وجود هيئة إدارية جديدة واثقة وقادرة.

اتضرع الى الله وأطلب منه حماية نادينا ومن فيه من أعضاء وعاملين والمزيد من التقدم والرفعة والازدهار، ومنه نخدم الوطن.
نتمنى التوفيق للرئاسة والهيئة الإدارية الجديدة والله هو المعين