نقرأ في تعريب قيادة الجيش العربي في الأول من أذار من كل عام دلالات، كلما مضت بنا السنون تزداد تأصيلاتها رسوخاً.

فالتعريب الذي جاء بقرار من المغفور له الملك الحسين بن طلال – طيب الله ثراه- أكد في لحظة حاسمةٍ أن عروبية الأردن التي ولدت في المناخات الصافية وقبل أن يشوب مفهوم العروبة أيديولوجيات طارئة هي عنوان إمتد موصولاً إلى شرعية خطاب الثورة والنهضة العربية الكبرى.

وأكد قرار الحسين حينها ، بما لا يدع مجالاً للشك أن الأردن قادر ومستمسك بعرويته، في دلالة منحتها الأحداث اللاحقة معاني أكبر، فالأردن في محيطه العروبي بقي يرى في العروبة فعلاً وعملاً وبذلاً لا شعاراً فحسب، وما أصاب المنطقة من نكبات ونوازل كان فيها الأردن اليد الحضارة حنواً وبذلاً للأشقاء ومفهوم العروبة إلا تأكيد على أن شرعية الأردن الهاشمية، هي العنوان الفاعل بين عناوين كثيرة رفعت في المنطقة ، ثم تناهت، وبقي الأردن ، وبقي خطابه ، وبقيت شريعته ومشروعيته، دليلاً واضحاً على بذله.

فالأردن الذي أغاث اللاجئ عام 48 والنازح عام 67 واحتضن العراقي والسوري وغيره أسس للعروبة مفهوماً وعملاً تجاوزحدود الشعار إلى العمل.

وبالعودة إلى المناسبة ودلالاتها، وتعريب قيادة الجيش العربي، فإن القرار الذي حمله أثير الإذاعة الأردنية بشرى للأردنيين بصوت الحسين ما زال يسكن الوجدان الأردني، ويؤكد أن الأردن في كل لحظة حاسمة من تاريخه يبرز فيه معدنه الهاشمي النقي ، ذلك المعدن الصلب بمبادئ العروبة والإسلام، وأن مواقفه تؤكد ذلك.

وهذا الفصل من تعريب قيادة عماد مؤسساتنا الجيش العربي، وإستكمال الأردن لقراره وسيادته، هو سطور في دفتر الوطن، تبعث الإعتزاز للأردنيين .. فهنيئاً للأردن ومليكه وجيشه هذه الذكرى، وهنيئاً للأردنيين تاريخ كتب بمداد حروف الدم والعزة ..

حمى الله الأردن.