كراهية المسلمين
النائب الاسبق خلود الخطاطبة
01-03-2018 12:54 AM
ارتفاع جرائم الكراهية ضد المسلمين في لندن 40% خلال عام، بحسب بيانات صادرة عن مكتب عمدة المدينة أظهرت أيضا أن المعدل اليومي لحوادث الاسلاموفوبيا بالعاصمة ارتفع من 3 حوادث الى 20 حادثة يوميا عقب هجوم جسر لندن.
الأرقام خطيرة وتؤكد أن ظاهرة الاسلاموفوبيا تتصاعد بوتيرة عالية ومقلقة في اميركا ودول اوروبية رغم الجهود التي يبذلها العالم الاسلامي لايصال الصورة الحقيقية للدين الاسلامي الذي ينبذ العنف والتطرف ويدعو الى التسامح واحتواء الأخر.
للأسف، جهود العالم الاسلامي في مكافحة الارهاب والتطرف فكريا وعسكريا واعلاميا، لم تقابل باي تحرك أوروبي أو أميركي رسمي داخلي لدعم هذه الجهود ووضع برامج تفند الاسلاموفوبيا وتكافح العنف ضد المسلمين في مجتمعاتهم، وان كان هناك تحركات في دول أوروبية فانها خجولة لن تؤدي إلا الى مزيد من العنف ضد المسلمين.
اميركا حاليا لا يمكن القياس عليها، أو مطالباتها بوضع خطط وبرامج لمكافحة الاسلاموفوبيا وجرائم الكراهية، ذلك الرئيس الحالي لها دونالد ترمب هو حصيلة لخطاب الكراهية منذ أحداث سبتمبر الارهابية، وهو مقتنع تماما بان المسلمين هم مشكلة العالم وان القضاء عليهم سيجعل العالم أكثر أمنا، وهذا الأمر واضح في سياساته الداخلية والخارجية، وبالتالي فان المظهر الرئيس لتراجع الكراهية تجاه المسلمين في اميركا هو اسقاط دونالد ترمب وسياساته في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وفي أوروبا، أضحت حوادث العنف والكراهية ضد المسلمين في دول اوروبية ملموسة بشكل يومي، ويعاني أغلبهم في الحد الأدنى من نظرات العامة القلقة والمرتابة بملامحه كعربي بغض النظر عن ديانته، فملامحه تكفي لوصمه بالارهاب حتى لو كان مواطنا في ذلك البلد قبل كارهه، وملامحه ايضا تكفي لممارسة خطاب الكراهية تجاهه في مؤسسات اكاديمية عريقة تدعي التنوير في أوروبا.
اذا اردت ان تعرف عن العنف والكراهية تجاه المسلمين يجب ان تستمع جيدا للطلبة العرب الدارسين في الجامعات هناك، وهم عبارة عن شباب صغار السن منخرطين في دراسة تخصصات علمية وغير مطلعين في أغلبهم على القضايا السياسية في منطقتهم، لذلك فانهم يصفون لك ما يحدث معهم في المترو والجامعة وحتى البقالة، وهو أمر جلل ادى بعدد منهم الى العودة لوطنه بعد ان عرف معنى الكراهية والارهاب في اوروبا وليس في وطنه وبين شعبه.
احد الأسباب الرئيسة للارهاب والارهاب المضاد في اوروبا، هو ما قال جلالة الملك عبدالله الثاني خلال لقائه مع بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل الأول مؤخرا، ويجب ان تنظر مختلف الدول الاوروبية لتحذير جلالته باهمية، بل ويجب ان تضمنه لسياساتها للقضاء على ظاهرة الاسلاموفوبيا في مجتمعاتها؛ لان استمرارها يعني استمرار الارهاب.
فقد قال جلالته خلال اللقاء «إن أحد المخرجات التي ما زالت غير مفهومة للمجتمع الدولي هي أنه إذا حظي المسلمون في الدول خارج منطقتنا بحقوق متساوية مع مواطني تلك الدول، فإن ولاءهم سيكون لهذه الدول، وليس للمرجعيات الدينية في منطقتنا».
الأمر يعني ببساطة ان مشكلة الارهاب في تلك المجتمعات حاليا ناتجة عن سياسات داخلية يجب اعادة النظر فيها قبل القاء الحكومات والشعوب اللوم على الاسلام والمسلمين بالمنطقة، في تنامي ظاهرة الارهاب عالميا، أو على الاقل يجب أن نكون شركاء في مكافحة الارهاب في منطقتنا ومكافحة الارهاب المضاد ضد المسلمين في أميركا وأوروبا.
عمدة لندن صديق خان وهو أول بريطاني مسلم يتسلم هذا المنصب، عبر بطريقة أو بأخرى عن قناعته بان الارهاب والاسلاموفوبيا يتغذيان من بعضهما، واستمرار اي منهما يعني استمرار الأخر، لذلك يجب التصدي لهما بنفس القوة، ويقول خان «ان الشرطة ستقوم بأقصى جهد لاقتلاع التطرف من المدينة، وسوف تأخذ منهجا لا تسامح فيه مع جريمة الكراهية»، وأنا أقول بغير هذه السياسة يستمر الارهاب.
الدستور