حينما حلق الطيار الأمريكي تيبيت وطاقمه، كان معه، فقط، قنبلة كبيرة، ومزود بأربعة اهداف محتملة، إذ قال له قائده:
-إن القاء القنبلة الخاصة على هدف من الأربعة يتوقف على جودة الأحوال الجوية، ويجب إسقاطها على إحدى المدن التالية كوكورا، نيجاتا، هيروشيما، ناغازاكي.
وكانت القيادة الأمريكية قد استبعدت مديمة كيوتو من القائمة، نظرا لما لها من اهمية تاريخية لدى اليابانيين، وربما حتى يستطيع الرئيس الأمريكي الحالي الانسحاب من اتفاقية كيوتو الخاصة ببيئة الأرض.
تلقت طائرة تيبيت، في فجر السادس من آب عام 1945 رسالة مشفرة من الراصد الجوي في طائرة الاستطلاع التي سبقت طائرته بنصف ساعة تقول:
-أحد الأهداف تحجبه الغيوم تماما،والثاني لا يكاد يرى، لكن هناك هدفا واضحا، لكن الغيوم تغطي ثلاثة أعشاره، لذلك ننصحك بأن تلقي القنبلة عليه أولا.
وهكذا سقطت القنبلة الذرية الأولى على مدينة هيروشيما اليابانية .. وأبادتها وقضت على 140الف انسان، .
لاحظوا هنا أن سوء الأحوال الجوية، إن صح التعبير، انقذ ثلاث مدن ودمر واحدة، ثم دمر واحدة اخرى من المدن الثلاث(ناجازاكي) بسبب انفراج الطقس قليلا، فمات 80 الف انسان.
يعني هذا ان صفاء الطقس وسطوع الشمس، ليس دائما دليلا على الراحة، ويتوجب علينا التعبير عن امتنانا للطبيعة التي وهبتنا هذا الطقس الرائع.
قبل قرن تقريبا كتب الشاعر السوفييتي العظيم ماياكوفسكي قصيدة معناها بتصرف غير دقيق:
«خرجت من البيت صباحا، كانت السماء صافية والطقس رائعا..شعرت بالفرح والنشوة، وقلت لنفسي، من العار علي أن أهب هذا اليوم الجميل لرب العمل»
ربما قالها مايكوفسكي، وانتحر في الفترة ذاتها.
نعود لصفاء الجو
نعود لطقس العرب .....
فقد اقتربت ايام الغيوم على النفاد.....قريبا سيكون الطقس رائعا ومناسبا لإلقاء قنبلة الرحمة.
وتلولحي يا دالية
الدستور