حارتنا وبكل الحارات ....
أيام ما كنّا نلعب دوري (قلول )أو (الدواحل ) كان كل واحد منا معه علبة حليب نيدو ومعها غطاها، بجمع فيها "القلول "وأهم شئ"الحلبي ملون حليبي "وغيرها ، وكيف كانت حياة الزقاق في حاراتنا.
كان اللعيب بينا علبته أكبر ، وكان الكل بحاول يشاركه ويبادله ويربح معه ، وكان في كل حارة واحد قوي من الشباب ، بلعب خاوه وبربح بالخاوه وأهم شئ كان ما بعرف يلعب .
هيك كانت حياة الحارة والزقاق ، لعب وَلَهْو وتنمر ، كان لكل شله طريقتهم في كسب اللعبة ، وعندما يخسر أحدهم كل ما لديه من (القلول)، يوقف عند الجورة ويدعس عليها ، ويقول " يا لعيب يا خريب " .
يا صاحبي ما معك شيء عشان تلعب ، أنت خلصت كلٌ شيء معك ، خلينا نلعب إحنا دورنا ، لكن الرّد القوي ، من المتنمر الخسران .
أعطوني منكم ألعب ، وبس اربح برجع و ما حد يخسرني لأني رح أرجع ألعب خاوه .
كثير حلو...
معادلة عشناها منذ الصغر ، مترسخة في ثقافة الأطفال ،أنه الاستقواء على الضعيف واحتكار الفرص ، كيف نعاتب حاضرنا ونحن تربينا على مبادئ شوهت نشأتنا ، كبرنا كالشجرة المعوجة لأن لا أحد اكترث لشكلها وهي تنمو بطريق معوج .
لخلاصة القول حكمة ...
اللعيبة الكبار...
من زمان متعودين على كسب كل الجولات ، واليوم لما تغيرت معادلة الحارة وتغيرت أدوات وقوانين اللعبة وصاروا برا المعادلة شنوا حربا ً شرسة تجسد قولهم القديم" يا خريب يا لعيب " بس الفرق هالمرة انه ما بوقف عالجورة ويلعب بالخاوه ، هالمرة الشراسة باللعب أنه خريب وباع الحارة وممكن يفكر بنسف الزقاق ويدفن الجورة وأصحابها.
رسالة مودة ....
إذا كُنتُم من أولاد حارتنا ، أصحاب الأصل، حافظين العشرة ومؤمنين بالبلد ، هاي حياتنا وحارتنا وبلادنا ، حمى الله الاردن ومليكها وشعبها وشبابها .