facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




مطلوب أن تحلم فقط!


سليمان الطعاني
27-02-2018 09:21 PM

أسكنتُ حلمي في منطقة افتراضية جميلة أسعى اليها، كبعدٍ لذيذٌ من أبعاد حياتي، كمشهدٍ اتمنى أن أكون فيه كما أرغب، وأتخيله كما أتمناه، كمسرحيةٌ على مسرح المستقبل أمثل أنا فيها دور البطولة، الدور العظيم الذي أرى نفسي فيه وسط محيط من الاصدقاء والاصحاب، أستعيرهم في حلمي من واقعهم الحالي ليشاركوني مسرحيةً أنا وحدي كاتبُها ومخرجُها وبطلُها.

جميلٌ أن تكون انسانا واقعيًا، لكنّك لا بد أن تغادر ذلك الواقع في أوقات معينة، روحيًا على الاقل إن لم تتمكن من مغادرته جسديًا، فالواقع ثقيل وممل في معظم الاحيان، والحلمُ نزهة روحيةٌ تنفذ من خلالها الى عالم آخر تتنسم فيه نسمات السعادة والحرية التي يصعب إدراكها في واقعٍ مليء بتعقيدات الحياة وعُقد المجتمع وسخافات الأولاد وتفاهات الزوجة وسذاجة أخبار التلفزيون وفساد الحكومات وجهل من يسمون أنفسهم أساتذة ، الحُلم نزهة جميلة تأخذنا بعيداً عن عالم الإجرام والفساد....

الخيال عندي أصبح يتيح لي بناء مملكة لي في عالم افتراضي، مملكة لا يحدها إلاّ حدود الخيال نفسه، كل شيء فيها متوافر، كل محرمٍ متاح وكل مستحيلٍ ممكن.

عالم الخيال لدي أصبح يمكنني من ركوب مركبة فضائية والهبوط بها على سطح المريخ أو التحليق حول الكرة الارضية! المطلوب مني فقط أن أحلم! في عالم الخيال عندي أستطيع أن أنصّب نفسي في أي منصب أرغب به، أقرر ما أريد ضمن صلاحيات لا حدود لها، أعيشُ فخامة الزعماء والرؤساء، أمارس جبروت القادة العظام، أتذوق لذة السلطة العليا، كل ذلك ممكن في الخيال فقط. يمكنني أن أمضي ساعةً او ليلةً أو حتى عمرًا كاملًا في جنة ما على الأرض، أتخيل بنفسي مكوناتها وظروفها ومحتوياتها، وما أرغب أن يتوافر فيها مما قد تشتهيه نفسي وتطلبه رغباتي المتنوعة، الطبيعية منها أو المنحرفة! المطلوب مني لتحقيق ذلك الجنون اللذيذ هو مجرد أن أتقن لعبة الحلم وأن أمتلك خيالًا واسعًا أطلق له العنان. وانا أملك هذه المقومات.

ما أجمل الأحلام! انها نعمةٌ إلهية قد لا تكون من نصيب الجميع، فبعض الناس لا يستطيعون أن يحلموا، لا يتقنون ثقافة الحلم الجميل، خيالهم أعجز من أن يلد لهم حلمًا أو يجسد لهم مشهدًا خياليًا، لأنهم بكل بساطة لا يتمكنون من مغادرة واقعهم الممسك بتلابيب عقولهم إلى حد السيطرة الكلية على الشعور واللاشعور عندهم في الوقت نفسه، وهذه مأساةٌ حقيقية تصيب البعض منا، فتبقيهم سجناء واقعهم.

نعم، إلى هذا الحد أرى الحُلم مهمًا في حياتي، وضرورةً، أتحايل به على ثقل الحياة وبطئها وصعوباتها، فاني وجدت أن أحلم يعني أن أتحرر من سجن اللحظة التي أنا أسيرها.

يجب أن نحلم، خصوصًا أننا نعيش واقعًا سيئًا، تعالوا نحلم جميعًا... نحلم بوطنٍ خال من الفساد! وطن يحتضننا جميعًا، يمنحنا فرصًا متكافئة، يحكمنا فيه قانون يُحترم إلى درجة القداسة، يتساوى فيه الجميع، يحاسب المرتكب مهما علا شأنه، ولا يتسيَّد فيه سوى أصحاب الكفاءة المستحقين لا الوصوليون!

staani@uop.edu.jo





  • 1 وسام 27-02-2018 | 10:30 PM

    مقال حلو


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :