الشعب هو مصدر السلطات، هكذا ينص الدستور، وعلى الشعب ان يتحمل مسؤوليته في انتخاب ممثليه من النواب الذين يتولون سن القوانين ومراقبة اعمال الحكومة، ولا يجوز للناخب ان يختار كيف شاء ثم يهاجم من يشاء محملاً مسؤولية اختياره لغيره .

اعتدنا ان نهاجم الحكومة ونخلي الناس من مسؤولياتهم. ونهاجم مجلس النواب ونخلي الناس من مسؤولياتهم ايضاً. لا أحد يجرؤ ان يحمل الناس مسؤولياتهم وفي ذلك مجافاة للحقيقة .

غالبية الناس في بلدنا ينتخبون أبن عشيرتهم ويقدمونه على غيره. ويقدمون ابن المنطقة والصديق ومن لهم عنده مصلحة خاصة حتى باتت المصلحة الخاصة لدى الكثيرين مقدمة على غيرها .

اصحاب هذه المعايير الانتخابية ومن يتخلون عن حقهم الانتخابي يوم الانتخاب يبدؤون بالتبرؤ من افعالهم الانتخابية مع اعلان نتائج الانتخابات او بعدها بأسابيع قليلة وكأنهم ليسوا من انتخب النواب او ساهم بانتخابهم من خلال تخليهم عن حقهم في الانتخاب .

لماذا الجميع يحابون الناس على خطئهم ويعظمون النقد لمجلس النواب والحكومة ، أليسوا هم غالبية الناس الذين يقفون يوم الانتخابات فخراً بعشيرتهم وعزوتهم ويحللون لأنفسهم كل تصرف مخالف للقانون من أجل نصرة من تربطهم به مصلحة خاصه وفزعة لمرشح العشيرة التي يتقدم اسمها يوم الانتخابات على اسم الوطن !!

مجلس النواب هو خيارات الناس ، فهم الذين ينتخبون النواب ولا احد غيرهم ، وهم المسؤولون عن خياراتهم. ومن غير المقبول ان ينتخبوهم اليوم ثم يدعون في اليوم التالي انهم لا يمثلونهم. والحقيقة انهم يمثلونهم خير تمثيل ولا يوجد من يمثلهم حق تمثيل أكثر من النواب الذين ينتخبونهم .

السياسات التي تقرها وتنفذها الحكومات تتم بموافقة النواب وبالتالي بموافقة الناس الذين انتخبوهم. ولا يجوز للناس ان ينتخبوا كيف شاؤوا ثم يحملوا النتائج لمن شاؤوا. الموازنات السنوية للحكومة هي من صنع الناس، والسياسات الضريبية للحكومة هي من صنع الناس ايضاً وغير مسموح لهم ان يخلوا مسؤوليتهم عنها.

اما الذين لا يكتفون بالاحتجاج السلمي ويعتدون على ممتلكات الوطن فنقول لهم: حق لكل مواطن ان يعارض الحكومة وجلس النواب متى شاء. ومن حقه ان يحتج ويتظاهر ويتحزب ان هو شاء. لكن ليس له ابداً ان يعارض الوطن بان يعمل في ممتلكاته هدماً وتخريباً. الوطن لنا جميعاً وهو نحن جميعاً، من عاش منا في الماضي، ومن يعيش اليوم، ومن سيولدون ليعيشوا في المستقبل.

خاصموا الحكومة وخاصموا مجلس النواب الذي جاء بإرادتكم كيف شئتم لكن لا حق لكم في مخاصمة الوطن وممتلكاته.

الحكومات مقصرة نعم ، ومجلس النواب مقصر نعم ، فلماذا نسكت عن تقصير الناس ولا نجد من يشير اليه ؟