(bullying) التنمر المدرسي
لارا مصطفى صالح
27-02-2018 12:43 PM
أفعال سلبية متعمدة يقوم بها تلميذ أو مجموعة تلاميذ بحق تلميذ آخر (أقل منهم قوة) بقصد عزله عن المجموعة أو رفضه، وقد تكون هذه الأفعال السلبية بالكلمات مثل التهديد، التوبيخ، الإغاظة، استخدام إشارات غير لائقة وشتائم. وقد تكون بالاحتكاك الجسدي الذي قد يصل حد العنف. بلطجة بمعنى أو بآخر.
القضية التي حدثت بالأمس في احدى مدارس عمان، اتخذت مسارات عدة في التفصيل والتحليل، سمعت من العديد من الأشخاص وقرأت في العديد من المواقع تعليقات تستوجب الوقوف عندها، ومن ضمن التعليقات التي انتشرت مثل النار في الهشيم:
1- (الأمر ليس جللا... الضرب موجود في كافة المدارس وفي معظم الدول..). المسألة أكبر بكثير من طفل ضارب وآخر مضروب! إذا ما نظرنا إلى الظاهرة من زاوية أخرى فسنجد نقطة مهمة لم يُلتَفت إليها، تتمثل في التلميذ المتنمر الذي قد يكون اتخذ العنف سلوكا ثابتا في تعاملاته والتلميذ الذي قام بتصوير الواقعة وكانت تبدو عليه علامات السعادة وهو يراقب مشهد العنف أمامه. الكل هنا بحاجة لإعادة تأهيل نفسي وسلوكي. وإذا لم يتم التعامل بشكل سليم مع كافة الأطراف المعنية وإهمال المعتدي ومن قام بالتصوير – تربويا وسلوكيا – سيتم تعريض أطفالا آخرين للوقوع في نفس المشكلة.
2- (ليه مكبرينها بكرة بيكبر وبينسى)! أما أن ينسى، فليس بالضرورة، أبدا! الأفعال الإكراهية المؤلمة، من الممكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة على مسار الشخص المعتدى عليه الدراسي و صحته النفسية، وقد يفقد ثقته في نفسه وفي من حوله، وقد تخلق في نفسه رغبة في الإنتقام وقد تصل في بعض الأحيان إلى درجة التفكير في الإنتحار. الموضوع كبير، بحق!
3- (المدرسة، مدرسة "غالية" كيف بدخلوا هيك ناس عليها؟ معظم طلابها من عائلات كبيرة، هذا ليس من شيمهم. عفوا! منذ متى كانت الأخلاق حكرا على ذوي الدخول المرتفعة وأبناء العائلات الكبيرة! سحقا للجنس البشري حين لا يملك الحس السليم لتقده فضلات عقله إلى تدنيس نفس والحط من شأنها!
4- (شو دخل المدرسة؟ هناك كاميرات في كل مكان، شو يعملوا اكثر من هيك). هنالك نقاط عمياء دائما، لا تستطيع الكاميرات رصدها، وحتى وإن فعلت قد تكون مفيدة أكثر في التحقيق فيما بعد وقوع المشكلة، وجود المراقبين وأمن المدرسة وانتشارهم خصوصا في تلك النقاط العمياء مهم جدا لتفادي وقوع المشكلة. ثم، ما الذي يمنع الجهات المعنية من تطوير برامج مدرسية بالتعاون مع الإدارة وأولياء الأمور تهدف إلى نبذ ثقافة العنف، ومكافحة التنمر ومساعدة الأطفال على العيش بأمان وخلق بيئة مدرسية أكثر إيجابية.
5. (أهل الولاد محترمين وأبناء عائلات كبيرة). مع التحفظ على استخدام هذه المصطلحات، ولتكن كبيرة أم صغيرة، لا يهم. السلوك العدواني والميول إلى التلذذ في أذى الأخر لدى الأبناء لا يظهر فجأة. وإن لم يكن قد تم التنبه له مسبقا فهذا دليل إهمال وعدم متابعة من قبل الأهل (المحترمين أبناء العائلات الكبيرة).
6- (الي كبروا الموضوع عندهم حقد طبقي على المدارس الخاصة... اللي كبروا الموضوع كبروه لانهم متحيزين للمدارس ذات الأقساط المرتفعة، بصير اكتر بمدارس الحكومة). حدث جدل حول الموضوع لانتشار الحادثة عبر وسائل التواصل الإجتماعي، ولا أعتقد أن هناك أي مكان للحقد أو التحيز.
7- (ابعثوا الفيديو عشان الناس تشوف شو بصير!) ما أثار سخطي أنا شخصيا (كأم) لطفل في نفس عمر هؤلاء الأطفال، هي استباحة كرامة الطفل المعتدى عليه والقيام بنشر الفيديو في كل مكان! وعملية النشر تلك إن دلت على شيء، إنما تدل على "أزمة أخلاقية"!
ولا أعتقد أن هناك من ينكر أن إرتقاء العنف في المدارس، والإعتداء على المدرسين من قبل الطلاب وأولياء الأمور، واندثار حدود الاحترام بين الطالب والمعلم، أدى بشكل سافر إلى تراجع هيبة المعلم وتأثيره على الطلاب، الأمر الذي قد يشجع من لديهم ميل للعنف للتنمر على الأخرين، تماما كما يحدث في المجتمع عندما تتراجع هيبة الدولة!