وصول الفقيه الباحث د عبدالناصر أبو البصل، لموقع وزير الأوقاف، أمرٌ يسرُ من يعرفه، ويعي الأهمية والحالة التي يجب أن تكون عليها مؤسسة الأوقاف، التي في الأونة الأخيرة برغم محاولات الدكتور وائل عربيات التحديث والتطوير فيها، إلا أن الطاغي عليها كان مسألة مكاتب الحج وشركاته وهي غاية في الأهمية.
اليوم أمام الدكتور أبو البصل وهو باحث وفقيه مجدد، معركة كبيرة، أولها إعادة الاعتبار لسلطة المنبر وقيمته، ووقف الخطبة الموحدة أو ابقائها واختيار عناوين محترمة لها، وعلى أن لا تكون بعيدة عن حياة الأردنيين وأمتهم، فمثلا تعميم وجوب الخطبة عن ترشيد المياه قبل أسبوع في، الوقت الذي يجري ما يجري في الأردن وسوريا واليمن وفلسطين، هو أمر غير مقبول.
الأمر الثاني إعادة التفكير في طبيعة الرسالة الإعلامية لمؤسسة الأوقاف ومجالسها العلمية في رمضان وغيرها، وتحديث قوائم المتحدثين وبناء منظومة متكاملة تستوعب ما يجري من تطور كبير، مع اهمية النهوض في البحوث الفقهية عبر مجلة الوزارة التي لا يُعرف عنها الكثير خارج نطاق من يعملون بالوزارة، وهي برغم مجهودها السابق الذي نحترم، إلا أنها من حيث القيمة والتوزيع مقارنة بمثيلاتها من المجلات التي تصدر عن وزارات الأوقاف العربية مثل مجلة التسامح/ التفاهم في سلطنة عمان، هي أقل بكثير.
وزارة الأوقاف، بعملها الطويل وخبراتها الطيبة المتراكمة تمتلك ما يمكن أن يشكل القاعدة لاصلاح الخطاب الإسلامي عبر دعم المؤسسات الإعلامية برؤية واضحة لشكل البرامج الدينية التثقيفية، فما هو موجود ويبث يحتاج إلى تطوير ومراجعة، والمسألة تتعلق بطبيعة الخطاب الإسلامي الصادر عن المنابر الإعلامية وعن شراكة الوزارة مع الإعلام. وهناك مسائل كثيرة تتعلق بتحسين وضع الأئمة وتطوير معارفهم؛ وهذا أمر غاية في الأهمية، لكي يسهموا في اصلاح وتنوير المجتمع ومواجهة التحديات التي تعرض لحياة الأردنيين وعلى رأسها التطرف والتشدد والانغلاق.
الدكتور أبو البصل سيكون أول فقيه من خريجي جامعة الزيتونه التونسية العريقة المعروفة بخريجيها ذوي عقلية الاجتهاد والتجديد، يتبوأ موقع وزير الأوقاف، وهو متخصص في السياسة الشرعية، وكان الرئيس المؤسس لجامعة العلوم الإسلامية وضع جهدا كبيرا في انشائها، وضبطها وتشييد مرافقها، لهذا نأمل له التوفيق والسداد والتوفيق، والشكر موصول لسلفة الدكتور وائل عربيات على ماحاوله من إصلاح وتطوير. لكن مسألة حالة الحاج الأردني تظل أولية كبيرة لانهاء الإهانة التي يتلقاها الحجاج من قبل الشركات وعدم الاحترام وتدني خدماتهم مقارنة مع غيرهم.
الدستور