facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




هل يفتقد شبابنا (البطل)؟


رومان حداد
26-02-2018 12:58 AM

يأتي مصطلح (البطل) من حضارة اليونانيين القدماء، وهو شخص بشري قد فعل شيئاً خارج نطاق المعتاد من التجربة الإنسانية وترك وراءه ذكرى خالدة عند موته، وكان يتلقى العبادة كالآلهة.

ومع تطور الحضارات وتغير المفاهيم تعرض مفهوم البطل للتغيير، إذ صار مصطلح البطل يعني بصورة عامة من يُجسّد منظومة من القيم تسعى جماعة ما لتثبيتها وتعزيزها، ولذلك أُفردت له في الممارسات الاجتماعية والدينية في كل الحضارات أهمية كبيرة، وطقوس الاحترام والتقدير التي أحيط بها دائماً، أعطته تميزاً وجعلت منه قيمة مثلى ونموذجاً يقتدى به.

ولأن الحياة المعاصرة مبنية على فكرة التسويق والمردود المالي يظهر اليوم البطل كشخصية دعائية بالطبيعة، لديه قدرة فائقة على جذب انتباه الناس له أو للقضايا التي يؤمن بها، مستخدماً بذلك مهاراته في العلاقات الاجتماعية، صدقه، طاقته وإيجابيته.

ويعتقد (توماس كارلايل) ، هو كاتب و ناقد ساخر ومؤرخ اسكتلندي، صاحب كتاب (الأبطال وعبادتهم) ، أن التاريخ هو مسيرة الأبطال العظماء وسجل لأعمالهم كما يعتقد أن كل الفضل يعود إلى أبطال من نوع خاص ومن دونهم الحياة عبارة عن فوضى، وأن تقديس البطل عبارة عن غريزة في الطبيعة البشرية.

لم يختلف المؤرخ البريطاني (ارنولد توينبي) مع (كارلايل) في رأيه حول دور البطل في صناعة التاريخ، كما يرى أن أفعال الأبطال لها الثقل في عمليات الحراك الاجتماعي.

وقد يكون البطل محلياً أو عالمياً، ويختلف البعض في تقييم البطل من بطل طيب أو بطل شرير حسب منظور مؤيديه أو معارضيه.

ولكن في جميع الأحوال يؤدي البطل دور القدوة لغيره، ولا يتقمص صفات غيره في مسيرته لكي لا يكون مقلداً أو مكرراً، كما أنه ملهم لغيره.

وتلعب طبيعة ثقافة المجتمع دوراً مهماً في صناعة البطل حيث أن المجتمع الجاهل يسهّل على البطل إحداث التغيير فيه وذلك لسذاجته أو انبهاره ببطله والعكس صحيح.

وقد حاول الفلاسفة ورجال الفكر عبر الأزمان المختلفة دراسة ظاهرة الزعيم الفذ والقائد البطل ودوره في حياة الشعوب والأمم.

إذ يؤمن (سقراط) بالموهبة الذاتية والقدرة الفطرية للزعيم والقائد البطل ولكنه يرى أن على هذا الزعيم أو القائد وجوب التسلح والتزود بالمعرفة والمهارات كضرورة لنجاحه كربان قدير ومحنك قادر ومؤهل لقيادة سفينة التاريخ إلى بر الأمان.

أما (أفلاطون) فلا يهتم كثيراً بالصفات الجسمانية والبيولوجية للزعيم القائد بل يجعل الأولوية للعقل والمعرفة والمقدرة الذهنية وعنده أن محرك الإنسان ثلاثة أمور هي: المنطق ومدى سرعة الغضب ومدى التحكم في الشهوة، فمن يحكمه العقل فهو مؤهل للحكم ومن تحكمه العاطفة الغضبية فهو مؤهل للحرب، وأما من تتحكم فيه الغريزة والشهوة فهو مؤهل للإنتاج كفلاح أو عامل أو صانع.

أما (شكسبير) فهو يقسم العظمة إلى ثلاثة أنواع: العظيم الذي يولد عظيماً بالفطرة والتكوين، والعظيم العصامي الذي يصنع عظمته بنفسه من واقع المواقف والتجارب القاسية، وعظيم ثالث تدفع إليه العظمة بالظروف والمقادير وينجح في إثبات أحقيته لها.

ويعد الكاتب (محمود عباس العقاد) من المدافعين عن ظاهرة التفرد والعظمة والشخصيات المحركة للتاريخ، وفي تحليله لنظرية الزعيم فهو يعلي من شأن الاستعداد النظري والجوانب الشخصية والجسمانية والعصبية. وتوجد دول وجهات تعمل على تقديم جوائز تهدف من خلالها البدء بصناعة بطل، كما في الحالة الروسية مثلاً، حيث يمنح الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) بالاحتفال بعيد العمال لقب (بطل العمل) للمواطنين الذين أسهموا بشكل بارز فى التنمية الاجتماعية.

كما وقع (بوتين) أمرا بإعادة الجائزة السوفيتية تحت اسم (بطل العمل)، وكانت هذه الجائزة مشهورة في فترة الاتحاد السوفيتي تحت اسم (بطل العمل الاشتراكي) وكانت تمنح للعمال البارزين فى الصناعة الإنتاجية.

أما جائزة (غلوريا بارون)، فهي جائزة في الولايات المتحدة تمنح للفئة العمرية بين ثمانية أعوام وثمانية عشر عاماً، بصفتهم قيادات شابة متميزة ومُلهمة. للشباب الأبطال فهي تكرم القيادات الشابة المتميزة كل عام، وتمنح الجائزة لـ(25) شاباً من الشباب الملهمين، ويبلغ عدد المكرمين سنوياً (25) شاباً من الذين أحدثوا تغييرا إيجابيا في حياة الناس وقدموا إنجازاً لكوكب الأرض.

وتهدف هذه الجائزة إلى تركيز الضوء على إنجازات الشباب الذين يتم منحهم الجائزة كي تصبح قصصهم ملهمة لآخرين.

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :