جامعات ومدارس بمزايا هادفه؛ خدمات طبية بسمعة رائدة؛ مرافق خدماتية بجودة راقية؛ حدائق وملاعب باعداد وافرة؛ مطار دولي بمواصفات عالية؛ مواقع اخبارية واعلامية شاملة؛ سياسة خارجية مع الدول ثابتة؛ كل هذا وذاك يدفعنا لان نقدم الاردن قولاً وعملاً بين مصاف الدولة المتقدمة.
في مقابل ذلك، نقص في بعض الخدمات الاساسية؛ ضعف لدى بعض المؤسسات الوطنية؛ إعتصامات شعبية مقبولة وإنفعالات شعبية غير مقصودة، إجراءات حكومية غير مدروسة ومشاريع غير موجودة؛ وفِي محاكاة مع الزمن والمكان نجزم القول بان المتغير الأهم في معادلة الوطن هي الانسان، فالإنسان كان ولا زال أغلى ما نملك، ولكن تشويه صورة الوطن اصبح الان خارج المنطق.
لقد آن الاوان ان يخرج المواطن والمسؤول من سلبيات بعض الأفكار والأقوال، الى ايجابية جميع التطلعات والأعمال؛ وان تضع الحكومة في خططها القصيرة والمتوسطة والطويلة معادلة وطنية يشارك فيها المواطن في صنع القرار وتحمل مسؤولياته، وان يكون للأفكار الإبداعية والريادية مكانها عبر بوابة بلا حدود تجعل من المواطن مدركاً لما يحصل من حوله ومقتنعاً بما يعمله غيره.
ان وطناً بحجم الاردن عالياً في همة ابناءه، متقدماً علمياً وتكنولوجياً بين أشقاءه، متميزاً في طروحاته واتزانه، واثقاً في ادارة ملفاته، كل هذا واكثر يدفعنا لإيجابية اكثر ومستقبل اجمل، رغم محدودية الامكانات وتعاظم الصدمات، رغم اخطاء البعض وأنانية البعض الاخر، وبعيداً عن الاجتهادات والإساءات؛ لكن الوطن كان ولازال اكبر من كل الاجندات الشخصية والأخطاء العفوية والرسمية؛ يتألق بالإبداعات العلمية لا الانتقاصات الوطنية؛ يكبر بالانجازات العملية لا الإساءات الشخصية؛ يتوهج بالإبتكارات الشبابية لا الإشاعات الكيدية؛ لنجعل من الوطن ميداناً خصباً في الانتقاد البناء والاجتهاد المعطاء، ليصبح الشعار الوطني لمواطنيه ومسؤوليه؛ الإيجابية أولاً والوطنية دائماً.