في الساعة الخامسة فجرا بتوقيت سوريا
25-02-2018 08:06 PM
عمون - لقمان إسكندر - في الساعة الخامسة فجرا، بتوقيت سوريا. الأتراك يقتتلون مع الاكراد. والأكراد مع الأيرانيين، والايرانيون مع الثوار، والثوار مع بعضهم البعض.
في الاثناء يكون الروس مشغولين بإلقاء حمولة مقاتلاتهم من الأسلحة التي يجري تجريبها لأول مرة على رؤوس المدنيين.
في الساعة العاشرة صباحا يعود الجميع إلى ثكناتهم لتناول وجبة الافطار، ويستريحون قليلا، ثم يعودون عصرا إلى القتال مجددا.
الثوار يقتتلون مع الروس، والروس مع أصابع الامريكان في عفرين، والأمريكان يقرصون الأتراك وحلفائهم، وحلفاؤهم مع الاسد والايرانيين، والأيرانيون مع فصائل إسلامية، التي لن تغفل عن قتل بعضها بعضا.
هكذا يمضي القتلة ساعات المساء حتى تغيب الشمس. يتسامرون بالرصاص، وأصوات الانفجارات، وصراخ الابرياء.
تغيب الشمس، فيعود المقاتلون إلى ثكناتهم لتناول وجبة العشاء. يتحدثون ساعة عمن فقدوه اليوم من رفاق وإخوة. يبكون قليلا، ثم ينامون.
خلال ذلك لن ينسى الأسد أن يلقي عشرات الصواريخ المحملة بالأسلحة المحرمة دوليا على أطفال شعبه. يلقيها، ثم يعود إلى قبوه في دمشق، ليداعب أطفاله قليلا، قبل ان يناموا. ولن ينسى أن يقبلهم ويتمنى لهم الأماني الجميلة..
كلما قيل الآن تنطفئ تعود للاشتعال من جديد. سوريا التي اختصرت عشرات الحروب الكونية فوق أرضها لا تعاني وحدها، وإن كانت هي وحدها من تنزف الدم.
في سوريا عشرات الحروب الكونية المندلعة معا.
لا منطق لما يجري هناك. حروب يتبدل فيها الحلفاء بحسب الملف، والغاية.
هنا أنت حليف لعدوك هناك. باختلاف الزمان والمكان. في سوريا تختلف العداوة وتختلف معها التحالفات، كلما تبدل المكان والزمان والموضوع قيد الاقتتال.
أردنيا. نجحت دبلوماسيتنا. ونجح أمننا في حماية الأردنيين من يوم القيامة. ونريد أن ننجح أكثر فيوم قيامة العالم في سوريا، لم يبدأ بعد.