اخطأت الحكومة الاردنية عندما صادرت شريط قناة الجزيرة الفضائية في حديثها مع سمو الامير الحسن بن طلال.
ان ضرر هذا القرار اكثر من فائدته وهو الامر الذي يعني ان الحكومة الاردنية لا تولي احتراما وتقديرا لأهمية الاعلام في التأثير والتأثر على مستوى العالم، وأظن ان القائل بأن العلاقات مع السعودية أهم من الخسارة الاعلامية جانبه الصواب، وذا اخدنا هذا المقياس في فهم الرسالة الاعلامية محليا وخارجيا فعليا ان نعلن منذ الغد قانون طوارىء جديد يمنع اي صحيفة او محطة تلفزيونية من الاساءة لاية دولة عربية أو اجنبية لنا معها علاقات اقتصادية او تجارية وليس من المنطق ان نعتبر علاقاتنا مع دولة خليجية اهم من علاقتنا مع سوريا او مصر او اليمن، وهي الدول التي لم نحتج على توجيه النقد لها اعلاميا في اكثر من مناسبة وفي العديد من صحفنا.
صحيح ان بين الاردن والسعودية علاقات مميزة وخاصة، ولكن بنفس الوقت ما رشح من كلام سمو الامير لم يسيء للسعودية، وجاء في سياق التعليق على الأحداث التي تهم كل العرب فهو لم يتحدث عن شأن سعودي خاص حتى نقول انه تدخل في الشؤون الداخلية لدولة جاره، ولكن الحديث كما جاء في المقتطفات التي بثتها قناة الجزيرة بالامس تحدث عن عناوين عامة في الصراع الشرس الدائر في العراق وفلسطين، الحرب الباردة المتوقع تحولها الى ساخنة هذا الصيف بين ايران ومعسكر امريكا وحلفاؤها من العرب والعجم.
الصديق ناصر جودة حاول بكل ما يستطيع ان يدافع عن الموقف الاردني ونجح في الابتعاد عن الاجابة المباشرة لمحاوريه في قناة الجزيرة، وهو بالمناسبة كما فهمت من حديثه لا يتحمل الأثم، ولكنه حاول كل جهده اثبات ان ناقل الكفر ليس بكافر.
وفي النهاية فشلت الحكومة في اقناعنا كمواطنين في حسن تصرفها عندما أقدمت على مصادرة الشريط وأضرت بسمعة الاردن الاعلامية واحدثت انتكاسه في حلم الكثيرين منا ممن توهموا ان لا عودة للوراء في حرية التعبير وحقوق الناس في الوصول الى المعلومة.