facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




هل يصلح العطار ؟


د. عدنان سعد الزعبي
25-02-2018 01:18 PM

ينشغل الناس الأن بأسماء التعديل الوزاري والشخصيات القادمة والذاهبة، والتبريرات التي بدأنا نسمعها من المغادرين حول استقالاتهم وعدم الرغبة في الاستمرار لعدم قدرتهم العمل مع الرئيس خاصة في ضوء الهيجان الشعبي لقرارات الحكومة، وعدم مراعاة الشعب وغيرها من التبريرات التي ما كنا نسمعها أبان خدمتهم الفعلية !

ولم يكن ذلك مستغربا، حيث الفنا هذا الكلام وعرفناه خاصة وأننا كمراقبين ومتابعين نعرف أدق التفاصيل عن عمل كل وزير أو مسؤول سابق وفعلا من قدم ومن لم يقدم ‘ من يدعي البطولة ومن يسوق على نفسه العظمة ، من زال شعر راسه ولاء وأداء ، ومن يعتقد أنه سيسوقها على الناس !.

من حصد إنجازات الأخرين منكرا وجودهم مدعيا البطولة والخوارق ! في وقت غابت فيه المعجزات السماوية؟ دون أن ننصف من أعطى وقدم واجتهد وبذل!؟

التعديل الخامس الذي أجراه الرئيس الملقي ، واستعراض الشخصيات الخارجة في كل التعديلات وتلك الداخلة يشير وبلا شك أن الرئيس لم يكن وحده من وضع اعضاء الفريق الوزاري منذ البداية ، فالسنة (الحميدة) في الأردن ان الجميع له رأي وإصبع في التشكيلات الحكومية ، حتى الجاليات يمكن أن يوضعوا بالصورة بينما يبقى الأردني مغيب ليتفاجأ بكل شخصية جديدة.

وبمعنى آخر أن أولوية الرئيس تنظر إلى إرضاء الخواطر، من حوله أكثر مما يفكر بمصلحة بأولويات الشعب وهمومه ومدى قدرة من يتم اختيارهم للتعامل مع طبيعة التحديات وقدراتهم المطلوبة ، لهذا فإن ما نجده من فشل تلو الفشل في أداء الحكومات ، يدعوا إلى التغيير تلو التغيير ، ؟! فالاصطدام بالواقع وتردي الاوضاع لا يعني فقط الظروف الخارجية، والمشاكل السياسية والأمنية، وغيرها بل ايضا سوء التخطيط والإدارة المحلية،

فاليابان مرت بنكبة ومآسي، وسنغافورة وايرلندا وماليزيا وكوريا وغيرها وغيرها، لكنها خرجت منها معافى بل واقوى بكثير، وهذا من شأنه ان يسألنا : إلى أين نحن سائرون ، وإلى أين نحن ماضون ، وما هذه السياسات الترقيعية لجسد أصابه الأعياء والهرم قبل أوانه .ورغم ذلك ما زلنا نعتمد نفس المنظومة والشبكة ذات المصالح الفردية التي نخرت في الجسم الأردني ووظفت سمومها التي تنفثها كل يوم ليبقى هذا الجسد معلعلا خائفا هزيلا نحيلا اشعث ، أغبر، اروج وأثلج ؟!

لا أعتقد ولا أضن يا دولة الرئيس أن التعديل واي تعديل يمكن أن يمنح على الاقل الثقة للناس أو أن تنمي الأمل ، مع احترامي للوزراء الجدد الذين تربطني بهم صداقات عتيقة ، على اعتبار أن أصحاب المصالح والصالونات ، سوف يستمرون بسلسلة نفث السموم والتشكيك ، مع غياب تام لدور حقيقي عملي لأعضائه مجلس النواب، فلا نجد غير كلام ومشادات وهرطقات من البعض تنتهي عند حدودها وزمانها .

فأين وزراء العمل والفعل والصدق مع الناس والقرب منهم ، لم نجد وزراء الموقف والدراسة والتحليل والخيارات ، وبالتالي السيناريوهات، لم نجد وزراء المعرفة والعمق والميدان الذين يزرعون لمؤسساتهم الثقة والمصداقية واحترام الناس ؟

بعيدا عن الشللية والمصالح ، وتحويل المؤسسات الحكومية لمزارع يورثون بها من يشاءون ويحرمون من يشاءون ، فكبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون .

لم نجد نوابا يمثلون الشعب لم نجد نوابا يعرفون ويقدرون ويحسون بالوطن الذي يأن، والمواطن المكلوم ، فيا أصحاب السعادة لا تتحججون بالوطن ومصلحته العليا ’ فأعظم قيم المصالح العليا للوطن هو المواطن؟ فهل يجوز سلخ الروح عن الجسد !، وما هذا المنطق الأعوج ، فهل ينكر الناس مصالح وطنهم العليا . ؟!.

هرطقات مكلومة ،وتلاعب بالكلمات غير مقبولة ، ولا أجد غير مسرحيات للدمى يقودها أناس يسيرون الفعاليات البرلمانية والاقتصادية والسياسية كيفما يشاؤون ،. فالنائب يجب أن يكون صورة عن الدستور وعن القانون، وهو الوطن وهو المواطن، وكفانا استعراضات، فالعمل البرلماني مطبخ سياسي، اقتصادي، اجتماعي، تربوي، ثقافي وقيمي. !؟

لا نريد أن نجلد الذات ولكن نريد من هم على قدر المسؤولية الوطنية ، نريد نماذج وطنية نتعلق بها وننشدها ؟ فكم أثلج صدري وأنا ارى سفيرنا في بيروت يحضر مناقشة أحد الزملاء في رسالة الدكتوراه في لبنان ويشارك الطلبة الأردنيين فرحتهم بنفس ما يشاركهم همهم وهم ينفقون ويخسرون من أجل أن يوفوا وقت الاقامة التي فرضتها الوزارة بلا جدوى أو فائدة. رايته كيف يجعل السفارة بيت كل أردني مضفيا كرم الأردنيين النشامى ورحابتهم.

فهل يستوى من يمثل الاردن والاردنيين بمثل السفراء الذين كانوا يتهربون لمجرد لقائنا حتى ونحن في وفود رسمية تفاوضية في الغرب . ؟

سياسة الترقيع لم ولن تضفي إلى شيء ، والتعديل وأي تعديل لم ولن يضيف شيئا على الواقع الذي نحن فيه إلا اللهم إطالة عمر الحكومة شهرين أو ثلاث . ففاقد الشيء لا يعطيه، وما عند الحكومة قدمته، ولن تختلف عن سابقاتها، والايام كفيلة بأن تحكم على الوعود رغم أننا كوطن ومواطنين عانينا ونعاني وسنبقى. فالوجوه نفسها والشخصيات تتغير بالقبعات، مما يدل على أن أصحاب القرار هم أنفسهم الذين ما زالوا يجثمون على رقابنا منذ ستينيات القرن المنصرم، فأي إصلاح هذا وأي انفتاح؟، وأي تفاؤل وأمل تريدون زرعه بين الناس. وأي جيل تريدون إقحامه للتجديد وزرع الدماء الجديدة.

كلام شعارات وخطابات عفا عليها الزمن ، حكومات وحكومات ولدت ميتة وعاشت ميتة وماتت وهي ميتة . فرحماك ربي بهذا الوطن.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :