المسؤول المُعين في الدولة من أين؟
د. ايمان الشمايلة الصرايرة
25-02-2018 12:56 PM
في كل البلدان العربية نجد هناك معادلة غريبة تختلف عن باقي دول العالم، وهي أن نسأل عند تعيين المسؤول من أين أصله وما هو مبدئه، أسئلة لا نسمعها إلا عند العرب وبين زوايا الألقاب التي يحصلون عليها نتيجة تقلد المسؤوليات، أسئلة أوجدت البغضاء وأبعدت الناس عن حب الوطن والاخلاص له مقابل من أين أصل المسؤول؟
لماذا لا نسمع هذه الأسئلة لدى الغرب وانظروا كيف يخلصون ويعشقون بلادهم أكثر من ألقابهم وكراسيهم، تقدموا علينا ليس بالتكنولوجيا بل باختيار الأفضل وصاحب الخبرة والأجدر للمنصب والمسؤولية بغض النظر عن مسكنه أو وضعه أو حتى أصله، فباتوا ليل نهار يعملون لبلدانهم ويختارون على أسس الجدارة في تحقيق الأفضل لتلك البلدان، فتقدموا علينا عندما جعلوا المناصب تكليف لا تشريف، تقدموا علينا عندما وضعوا نصب أعينهم كيف سيبنون بلادهم قبل أن يبنوا أنفسهم بذلك المنصب ويتشرفوا بذلك اللقب.
ونرجع إلى الأردن لنرى معادلة غريبة، وهي من أين أصل المسؤول؟ هل هو من الكرك؟ أم من المفرق؟ أم من عجلون؟، أم من جرش؟، أخاله من إربد، وأين حظ العقبة؟، كل هذه أسئلة ننظر إليها وتأخذ منا حيزاً كبيراً، وننسى أن نسأل الحكومة ما هي خبرة ذلك المسؤول؟ وما هي تجربته في ذلك المجال؟، فلا أعتقد أن ابن المفرق إذا عُين لن يخدم ابن الكرك وإذا حصل ابن إربد على منصب فلن يخدم ابن الرمثا.
إننا في هذا البلد نحمل الحب لبعضنا شمالي وجنوبي، وينتخي كل منا للآخر، دون أن يسأل كم من هذه المحافظة تم تعينه وكأنها أرقام فقط للمفاخرة، دون النظر للإنجاز، تناسى البعض حب الوطن وأهمية المنصب والواجب الموكل إليه، وما هو مسؤول عن تحقيقه، وأصبح يبحث إلى أي عشيرة أو عائلة ينتمي ذلك المسؤول.
لنحاسب المسؤول على تقصيره إذا قصر قبل أن ننظر إلى بطاقته الشخصية للنظر من أي قرية أو محافظة أو فخذ أو عشيرة أو عائلة ينتمي لها.
وليكن لدينا مقياس الانجاز للمسؤول أولا قبل أن نبحث في سلالته العائلية، فإذا اتخذنا هذا الموقف، وقتها سنركز على بناء الوطن وخدمة المواطن أكثر من تعداد عدد الكراسي لكل محافظة.