ما الذي يجعل من حضور شخص ما حلاً لجميع الازمات؟ وكيف يغدو رماد دخانه ورديّ اللون؟ ما السّر الذي يجعل تلك الضحكة دون غيرها تمسّ شغاف القلب..وتفتح للشمس أبواب؟

كيف يمكن أن تستحيل مفردات عادية الى ألحان محببة وتنقلب اللّفتات الى مكافآت؟ ماالسّر الذي يجعل من حضور أحد دون غيره يغطي المساحات القاحلة من القلب؟ ويعد بانبثاق سنابل من ذهب؟ وكيف يمكن أن تختفي كلّ اللّكنات لتجعل لكنةً وحدها هي اللّغة الوحيدة المسموعة؟
مالذي يجعل طعم القهوة مختلفا بوجوده دون غيره؟ أويعقل أن يرتبط ألق صباحاتنا بمزاج؟ أويصبح أحدهم نوعا من الادمان؟ كيف يمكن أن تختفي جميع الورود في غيابه وكيف تعاودنا نوبات السعادة المتوحشة فقط حين يحضر.. مالسّر الكامن خلف توقف الزمن حين يطيل الغيبة؟ أتعدو اللّيالي أكثر ظلمة أم يختفي النّور من الأيّام؟

كيف يمكن أن نفسّر ادماننا على شخص بعينه..أهو ضربٌ من الحب؟ ان ادماناً مسعوراً كهذا لايمكن أن يدعى الا سحراً..

هناك سحر يتعلق بالكائنات، يجعل كل الطرق تودي الى احدهم دون سواه، وكلّ البسمات تذبل أمام انبثاق الفجر من تلك الشفاه؟ كيف يمكن أن تفقد الأحلام روعتها ان لم تدر حولهم وكيف تغدو تلك التفاصيل اليوميّة الممّلة مناسبات للاحتفاء ان شاركونا اياها؟
مالذي يجعل نظرة دون غيرها تحيلك الى لهيب وايماءة دون سواها تفتتّ صمودك؟ وكلمة صغيرة تشعل النار في جوفك..أيكون هذا نوعا من الادمان؟ حيث تستحيل جميع المقل الى مرايا تعكس صورة دون غيرها وتنقلب كل الأحرف لتشكّل اسما واحدا ونفقد شروط الرؤية الصحيحة، فتغدو العثرات مزايا، والأخطاء فضائل والهجر دلالاً والكبر عنفوانا والعادات طقوسا مبجلة...

مازلت لا أعلم ما السّر الكامن خلف الأشياء...ماالذي يجعل رائحة أحدهم وحدها اكسجينا يوميا.. وأنامل دون سواها أدوات للعزف؟ مالذي يجعل من كياناتنا مبرمجة لاستقبال ذبذبة واحدة فقط وكيف يمكن أن تتحوّل أنانية شخص ما ورغبته في امتلاكنا مفتاحا للحرية؟ كيف تغدو حروف الاسم المنطوقة ترنيمة لذّة حين تصدر عن شخص بعينه وكيف تتوّرد الوجنات عند اقباله؟
أهي المرآة تخدعني أم أنني أزداد فتنة بعد كلّ لقاء؟

ما السّر الكامن خلف الأشياء؟ وكيف يمكن لأحد دون سواه أن يتحكم بمنسوب السعادة والشّقاء؟ كيف يمكن للمسة لاغيرها أن تبثّ الروح في أجسادنا وهجر دون سواه أن يذيب قلوبنا؟ وكيف تضعف الارادة أمام هذا الاغراء؟
ما السرّ الكامن خلف الأشياء؟؟