سياسة الولايات المتحدة الأمريكية الخارجية بين العلمانية والدين
إليزابيث شاكمان هيرد
25-02-2018 02:04 AM
سياسة الولايات المتحدة الأمريكية الخارجية بين العلمانية والدين في محاضرة بجامعة نورثويسترن في قطر...
عمون - تحت عنوان " الأهمية المتزايدة للهوية الدينية ودورها في تعديل الخطابات السياسية العلمانية"، نظمت جامعة نورثويسترن في قطر محاضرة مع البروفيسور إليزابيث شاكمان هيرد، أستاذة الدراسات الدينية والعلوم السياسية في كلية وينبرغ للآداب والعلوم في جامعة نورثويسترن.
وفي بداية اللقاء الذي أداره زاكاري رايت، البروفيسور في جامعة نورثويسترن في قطر، قالت هيرد إن البعض يظن أن الولايات المتحدة تتدخل في الشؤون الأجنبية لإحداث تغيير اقتصادي وديني وسياسي بما يتماشى مع مصالحها.
وترى هيرد أن هناك ثلاث أفكار مغلوطة تشيع حول ارتباط السياسية الخارجية الأمريكية بالتدخل الديني وأصبحت تشكل إطارًا لأغلب النقاشات الأمريكية والأوروبية حول الدين في أوساط العلماء والصحفيين وصناع السياسات والعامة، وأولها الترويج للحرية الدينية في البلدان الأجنبية، وثانيها العودة إلى الدين لحل المشكلات طويلة الأمد التي طال تجاهلها، وثالثها الانتماءات الدينية وتنبؤات السلوك السياسي.
وقالت: "نسمع كثيرًا أن المجتمع الدولي والولايات المتحدة يجابهان قوى التعصب من خلال تعزيز الحرية الدينية والتسامح ومحاربة العنف الديني، ولكنني سأروي لكم الأمر من زاوية مختلفة تمامًا".
وأوضحت هيرد أن تدخل الولايات المتحدة في الحرية الدينية هو تكتيك يستخدم لتشكيل الواقع السياسي والاقتصادي في البلدان الأخرى، وقالت: "قد تعتقد أن الحرية الدينية أمر جيد، أو قاعدة أساسية، أو شيء يتطلع إليه الجميع؛ ومع ذلك، فإن هذا النوع من التدخل هو شكل من أشكال الإدارة".
وبالحديث عن الفكرة الثانية، قالت هيرد إن ازدهار الحرية الدينية لتحرير المجتمعات من الاضطهاد والعنف والفقر متجذرة بعمق في العلاقات الدولية الأمريكية للحصول على الدعم الدولي لأهدافها ومصالحها.
وأضافت: "في الوقت الذي يقول فيه العديد من العلماء أن العودة إلى الدين قد أسهم في حل مشكلات طال أمدها، فهم يصفون هذه القضية من جانب جزئي، لأن الدين لم يغب وكان حاضرًا بأوجه مختلفة، بما في ذلك في البلدان التي تصف أنفسها بأنها علمانية".
أما الفكرة الثالثة، وهي الانتماءات الدينية وتنبؤات السلوك السياسي، فقالت إنها إشكالية كبرى لأنه لا يمكن التنبؤ بالسلوك السياسي بناء على الانتماءات الدينية، ويتعذر الدفاع عن ذلك الادعاء في علم الاجتماع".
في ختام محاضرتها، أشارت هيرد إلى أهمية فهم كيفية تأثير هذه الأفكار المغلوطة على مفاهيم الناس للحرية الدينية وأثرها على تشكيل الأجندات السياسية حول العالم.
وقالت: "لقد سئمنا من التأصيل لصور نمطية عن الأديان في العالم بما في ذلك الدين الإسلامي. وأعتقد أنه من الخطير الافتراض بأن الدين يجعل الناس يتصرفون وفقا لطريقة مبسطة أو لنموذج بعينه، أو أن بعض الديانات أكثر عرضة لنوع معين من السياسات، فذلك يبعدنا عن الأسباب الحقيقية للعنف والتمييز والقضايا المعقدة للسلام والتعايش".
الجدير بالذكر أن تلك المحاضرة تأتي ضمن سلسلة المحاضرات التي تعقدها جامعة نورثويسترن في قطر لهيئة تدريس التخصص الفرعي في دراسات الشرق الأوسط.
وبجانب التدريس في جامعة نورويسترن، تشرف البروفيسور إليزابيث شاكمان هيرد على إدارة مجموعة بافيت للبحوث الأكاديمية حول السياسات الدولية والدين، وتشارك في إدارة برنامج الشهادة العليا في الدين والسياسات الدولية وهي عضو هيئة التدريس الأساسية في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.