عزم الكرامة في آذار الرجال
20-03-2009 01:30 PM
[ حقيقةٌ نابضةٌ باتت نقشاً إرادوياً في انتسابنا العربي العريق و هويتنا الأردنية الماجدة ، سُطِّرت حروفها بمدادٍ مقدسٍ بزَّ فيهِ الدمُّ الطهور رصاص البنادق الباسل ، و تساجلت في سبك فصول حكايتها الوطنية قذائفُ المدفعية والمدرعات والأسلحة الملكية الأخرى ، حقيقةٌ أجل ضاربةٌ في عمق التاريخ الأردني صنعها جند أردن الهواشم الغيارى في منعطف الكرامة العظيم ، ما نملّ حديث يومها المشهود وفعل أبطالها الصناديد ، وتمثّل وقعها النشموي نبدي ونعيد في كيمياء انتصاراته كل صباح ، ونتلو على الأبناء والأحفاد أسماء شهداء الكرامة الأكرم منا جميعاً بالذي خلفوه من ميراثٍ خالدٍ وشريف .
ميراثٌ نعم نفخرُ به ودرسٌ نحفظه وفخر منعطفٍ نحتفي به مع الرجال الرّجال من جواهر التاج في الجيش والمخابرات والأمن والدفاع المدني ، عبر أهازيج وأناشيد وأغانٍ وطنيةٍ تأتي من كل مكان تشنف الأعطاف قبل الآذان في جميع أصقاع مملكتنا المحفوظة ، في الانطلاقات الصباحية نحو خنادق الرجولة وساحات الشرف ، ومواقع العمل ، وميادين الإنتاج ، والإصطفافات المدرسية وفي غرف الصف ، وفي الحرم الجامعي ، عبر الأثير ، وعلى الشاشة ، وفي الصحيفة على المكاتب وأثناء سير الحافلات ، أما حداء الفلاحين يحرثون الأرض الطيبة أو يقطفون زيتون الشجر المبارك أو خضراوات مزارعهم أو هم في حصادٍ أو رجادٍ ، فأفراحهم بالكرامةِ محسومةٌ إذ هم بين متقاعدين عسكريين ، أو هم على موعدٍ حميمٍ مع الجنود الأبناء الغائبين في واجب الجندية المقدس.
لمسيرة الكتابة .. إذن ، ملاكها الحارس إذ هي في حضرة جوهرة العقد في أفراحنا الوطنية وأعني يوم الكرامة ، من هنا و كيما يكون للحديث وقعه النابض بالفخر العظيم ، فإن مدادها يستوي سلسبيلاً أصيل المباشرة شفيف السبك لطيف الحبك في عباراته الدالة بمدلولها الوطني ، إذ دانت لهذا المجد الآذاري بيوم الكرامة قطوف الموضوعة النشموية ، وانقادت لأجل عيون أصحابه النشامى / أهل الفرح الميامين كل أكمات الخطاب الباسل ، أو لعله هو ذاته المداد الحفزوي الذي اعتاد أن يستوي كلماً نشموياً في تجليات كل المناسبات الوطنية ، ودرها المنثور هنا هو يوم الكرامة الذي تجلت فيه قدرات الجيش العربي الأردني المظفر ، هذا الجيش العظيم الذي كان وما يزال وسيبقى موضع إعجاب ومحط تقدير كل علماء العسكرتاريا وجنرالاتها النابهين ، فيكفي هذا الجيش المفتدى مجداً وفخاراً أنه للمثال لا الحصر يحتفظ باسمه المتميز على لوحة الشرف في سجلات الجيش الفرنسي ، ليس فقط للذي أناطه به الوطن وقائد الوطن من واجبات قومية ومهماتٍ إنسانية ، توزعت عبر تدريب أشقاء من جيوش الأقطار الشقيقة بل وأيضاً من الدول الصديقة ، وعبر مستشفيات الميدان العسكرية التابعة للخدمات الطبية الملكية في فلسطين والعراق للتمثيل لا الحصر ، فضلاً عن بهاءات ما يقال فيه وفي دوره العظيم ضمن قوات حفظ السلام الدولية ، مما هو كفاء ما أتغياه في هذه العجالة المتواضعة في تمثل دوره النوعي في يوم الكرامة ، لا بل وإلى ذلك أيضاً لأن هذا الجيش العريق مدرسة في العلم ، والأدب ، والبسالة ، والشرف ، والإقدام ، والالتزام ، والنظام ، وغير ذلك مما ينهل منه نشامى ونشميات قواتنا المسلحة في علوم الاجتماع والحضارة والآداب العسكرية .
و بعدُ .. فجيش هذه سيرته العطرة وهذا هو تاريخه العريق وهذه هي شرعته الوسطية في مبتدأها العربي المصطفوي وفي خبرها الأردني الهاشمي ، حري عبر انتسابه لأردن الهواشم العربي المحفوظ بإذن الله ثم بالهمم والعزمات التي ما تلين لها قناة ، بأن يرفع الرؤوس عالياً فتمتشق القامات من ثم حتى تعانق السماء تميزاً إرادوياً بغير مقياسٍ وعلى الصعد والمستويات كافة ، وبأن يصبح له حقاً مكتسباً أن يُسَطَّرَ في تاريخه العسكري مبتدأه الماجد في حرب 1948، وما شهادة المبعوث الدولي الأسبق الراحل ( داغ هامرشولد ) في ذلك ببعيدة في المؤرخين المنصفين ، حين قال : (كان في فلسطين ( مقاتلون ) كثيرون لكن كان ثمة (جيشٌ واحد ) هو ( الجيش العربي / الأردني ) ) ، مروراً للتدليل لا التمثيل بفعل التعريب ومعركة الكرامة ، وصولاً إلى ما هو عليه جيش الكرامة اليوم من مكانةٍ يشار لها ببنان التقدير والتوقير والتعظيم .
أقفُ .. ختاماً ، عندَ حدٍ تفرضه هنا هذه المساحة الموقرة وشروطها الفنية ، فحديث الجنود في مناسبةٍ مشرفةٍ و عزيزةٍ كهذه هو حديثٌ موصولٌ بإطلاق ، نابضٌ يضخُ كل صبحٍ في شرايين الوطن دماً وانتماءاً و تسابيحَ عشقٍ وتراتيلَ نصرٍ مقيم ، لأتوجه بين يدي بهاء الذكرى بالتهاني القلبية الحارة في هذا اليوم الميمون ، إلى جندِ أبي الحسين المفدى و لنشامى و نشميات أردن الهامات الشامخة التي لا تنحني إلا لله سبحانه ، و كل عامٍ و أنتم و الوطن و قائد الوطن بألف خيرٍ و .. لنا الكرامة . ]
Abudalhoum_m@yahoo.com