يرتكب بعض الناس أخطاء فادحة عندما يُعلنون بأن كل ما يقومون به يمثّل أفضل شيء في الدنيا من منطلق ثقافة الأول في كل شيء، فالمؤتمر مهما كان عنوانه يكون الأول بالعالم، وكفاءتهم هي الأعلى، وموقع المنزل أفضل موقع، ومُنتجهم وخدماتهم هي الأفضل، والموقع السياحي الذي يزورونه يمثّل أفضل موقع، والمتاجر التي يزورونها هي الأفضل، والمركز الذي يعملون به هو الأفضل، وغيرها الكثير، وذلك بالطبع يعزز الأنانية المفرطة وعدم اعتبار للآخر وربما تجاهل له، وهذه ثقافة غير مقبولة البتّة:
1. هذا النوع من الثقافات يؤشر إلى الأنانية وغياب قبول مبدأ التنافسية وسياسة عدم قبول الآخر وتجاهله، وعدم الإقرار بأفضلية عمل الناس الآخرين مهما كان نوعها أو جودتها، وفِي ذلك نوع من التطرّف.
2. هذه الثقافة تمحو الطموح لدى الآخرين بل وتولّد ثقافة الإحباط بسبب غياب المعايير والأسس السليمة، وتؤشر لعدم الإيمان بمبدأ الاعتمادية والجودة.
3. هذه الثقافة لا تُؤثِر الآخرين على النفس بل تُرسّخ مبادئ التسلّط والفوقيّة والأنانية البغيضة، وتؤشر لأمراض الشوفية والظهور وغياب المؤسسية والعمل الجماعي.
4. هذه الثقافة لا تُعزز مبدأ قبول الآخر، وتُرسّخ مبادئ الهيمنة وعدم إعطاء الحقوق والتعدّي على الآخرين.
5. ثقافة الأول طموح لكل الناس لكن علينا ألا نطمس عمل الآخرين أو ننكره من خلالها، وعلينا إنصاف الآخرين وإنصاف أنفسنا بتواضع.
6. المطلوب المواءمة بين الطموح والقدرات لأي شخص أو عمل جماعي، والإقرار بعمل الآخرين وإنصافهم وعدم تجاهلهم.
7. مطلوب مساءلة كل من تسوّل له نفسه بتجاوز حدوده لطمس إنجازات الآخرين وعدم الاعتراف بها وتجاوزها.
8. مطلوب أن يحترم الناس أنفسهم من خلال صدقهم مع أنفسهم ومع الآخرين، والإقرار بحق الغير لأخذ حقوقهم ومكتسباتهم.
9. مطلوب معايير تصنيفية للخدمات والفعاليات حتى يلتزم الناس بها ويحاسبوا على إطلاقهم لعناوين برّاقة دون أرضية حقيقية.
بصراحة: علينا احترام أنفسنا من خلال احترام قدراتنا وقُدرات الآخرين والإقرار بها.