في معرض «جلف فود» في دبي كانت أجنحة الصناعات الأردنية لافتة... فثمة إعجاب وإقبال كبيران وهناك صفقات عقدت.. بصراحة الصناعات الأردنية كمن يشق الصخر في ظل منافسة خارجية كبيرة ومعاناة داخلية غريبة.
فهي من جهة تعاني من حالة اغراق عميقة بالبضائع والمنتجات المستوردة المدعومة ومن جهة أخرى تواجه قيودا ومعيقات متعددة ومعقدة ومتشابكة تبدأ من كلفة الطاقة والايدي العاملة وتعدد جهات الرقابة واشتراطات مبالغ فيها وقيود على التصدير ورخص لا حصر لها وصعوبة في شروط الأمن والسلامة العامة تطبق على الصناعات الصغيرة والمتوسطة تماما كما تطبق على الكبيرة وليس انتهاء بالالتزام الممنهج على شكل اتصالات ولا اقول الرشاوى المهلكةوهي بالمناسبة لا تقتصر على البلطجية بل إن موظفين فاسدين يمارسونها جهارا نهارا إذ يستقوون بالقانون بجعله صعبا او مرنا.
كل ذلك كان مصدر قلق اتفقت كل مؤسسات الدولة على محاربته اخيرا وبقرار سياسي رغم الحاجة إلى تغليظ عقوبات الردع.
الاغراق هو الهم الاكبر وان كان يحلو للتجار وصفه بالمنافسة وفتح السوق لكنه اغراق لا تسمح به دول كثيرة حتى الصناعية الكبيرة منها فهي لا تغلق السوق لكنها تدعم الصناعة كلفة وبيئة تشريعية وتسهيلات والصناعة الاردنية لا تطالب بتمييزها في الرسوم والجمارك والضرائب هي تطالب بحمايتها وتوفير ادنى مستوى من العدالة والمساواة مع نظيرتها المستوردة المدعومة وتطالب بتخفيف الضغوط الرقابية المبالغ فيها والفائدة على الحد والتي باتت سيفا مسلطا وتطالب بوقف الابتزاز بالقانون بينما نرى في السوق أن نحو 61% من مستوردات المملكة معفاة من الرسوم الجمركية جراء اتفاقيات تجارية ما يعني تأثيرها على الصناعة الوطنية التي تحظى بثقة المستهلك محليا وخارجيا.
الصناعة الوطنية التي وصلت منتجاتها لأكثر من 125 بلدا حول العالم رغم كل الظروف المحيطة التي فرضت على القطاع الصناعي الى جانب تحديات ومعيقات داخلية أولى بالدعم والرعاية الصناعة تجلب عملة صعبة عندما تتمكن من التصدير بينما تستنزف التجارة أضعاف ما تحققه الصادرات 18 مليار دولار مستوردات مقابل 7 مليارات دولار صادرات -فأيهما أولى بالتسهيلات والدعم.
يحظى الصناعي بالدعم المعنوي والمادي ويجد المزارع من يدعم إنتاجه. لأن الصناعة تعني الإنتاج وتعني توفير فرص عمل بينما لا تعني التجارة سوى مزيد من الاستهلاك.
الرأي