يــا .. ســنــيـــيــن .. لـــي .. رحــتــي .. رجــعــيــلــي
وصال عبدالكريم العمايرة
20-02-2018 07:53 PM
نولد صغارا ... نفوسا بريئة طاهرة .. لانعرف شيئا عن العالم حولنا سوى ذلك الصدر الحنون الذي يضمنا لنغفو غفوة الآمن المطمئن ...
لا هموم تثقل كواهلنا .. ولا تفكير في المستقبل المجهول يؤرقنا .... ولا مشكلات نبحث في دواخلنا المزدحمة عن أسبابها وحلولها
أكبر همنا هو " جوعنا " الذي نبكي لنفهم الآخرين برغبتنا في سد حاجتنا ..
كنا أطفالا ... كل ما نرغب به نجده أمامنا دون أن نقول ذلك ..
عجبا!!!! كيف كان الكل يفهمنا ونحن صغار ، لا نعرف أن نعبر عن رغباتنا المختلفة سوى بالبكاء !!!!
فسرعان ما نجد الحلول قد انهمرت علينا كالمطر ، ،
ربما الطفل جائع ، ، أو يشعر بالحر ، ، أو ربما ملابسه الداخلية مبللة تضايقه ، ، أو ، ، ، ، أو ، ، ، ، وتكثر الأسباب ، ، ، وحينما يعرف السبب ، يبدأ العلاج ، ويبطل العجب ،
كل ذلك يحدث ، ونحن لم نتكلم فقط " بكينا " ....... والآن تعلمنا الحبو ، المشي ، الجري وأصبحنا نتكلم ، ، صعب كلامنا في البداية غير مفهوم ، و لكننا وصلنا إلى مرحلة فصاحة اللسان والبيان .
ننشد شعراً، ونقرأ نصاً ، ونشدو بأنشودة تطرب لها آذان السامعين ، ، وقد نذكر كيف نتأتئ صغاراً ونضحك .
وأصبحنا نتحدث بطلاقة ، نعبر عن آرائنا الشخصية ، ووجهة نظرنا في العديد من الأمور على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والسياسي كذلك ، نتناقش ونتحاور ونتجادل ، ونعبر عن رغبتنا في العديد من الأمور سواء بالتلميح أو التصريح .
وبالرغم من كلامنا وفصاحتنا !!!! إلا أنه لا يفهمنا أحد .
حتى أولئك الذين كانوا يفهموننا صغاراً ، ويجتهدوا في إيجاد الحلول لإرضائنا .. عجزوا عن فهمنا كباراً ، ، أم تراهم لا يريدون فهمنا.
تكلمنا بهدوء ...لم يفهم كلامنا .
تناقشنا بتعقل وروية .... قالوا : هذه فلسفة لا داعي لها .
وأخيراً صرخنا .. نعم صرخنا .. ملأنا الجو حولنا بصراخ الانفجار ... قالوا : لقد تجاوزتم الحدود المسموح به وتطاولتم، ،
لم يجدي لا الكلام ولا النقاش ولا الصراخ ، ، ، هل وصلنا إلى طريق مسدود ؟؟؟
تفكيرنا بسيط غير معقد ، ، ، رغباتنا واضحة ، ، أسلوبنا سلس ، ، قلوبنا تنصع بالبياض والطهر كما في الطفولة ...
لم نعد نعرف كيف نتحدث ؟ ؟ أصبحنا نتأتئ ثانية ؛؛ ولكن هذه المرة ليس لأننا صغارا لا نعرف مخارج الحروف ،
بل لأننا كبارا دمرنا الخوف ، فصعب علينا تجميع الحروف ،
كرهنا الكبار وعالمهم، أردنا العودة إلى الماضي ، إلى الطفولة البريئة ، الطفولة الساذجة عندما نركض ونقع ، ثم ننهض لنقع مرة أخرى ونحن نضحك ، ونضحك بملء أفواهنا ، ويضحك معنا من هم حولنا ، نعم يضحكون معنا وليس علينا .
وصال عمايره