نُحب ونكــــره من أول نظرة !!
سليمان الطعاني
20-02-2018 04:07 PM
ربما تعتقد أنك إنسان مميز ورائع وطيب وتتمتع بصفات وأخلاق جميلة، وربما يعتقد الكثير من معارفك نفس الشيء، لكن مهما كنت رائعاً فهناك دائماً من يكرهك بسبب أو بدون سبب...
من الأشياء التي تجعل الإنسان في حيرة من أمره وتجعله يقف طويلا مع نفسه وتجول بخاطره الكثير من الاسئلة التي تحتاج لإجابات أهمها: لماذا يكرهني فلان دون سبب؟ أو لماذا أكره فلاناً دون سبب واضح؟
الكثيرون وحتى من خارج أهل الاختصاص في علم النفس يرجع ذلك الى مسائل نفسية أو إلى نوعية التجارب القاسية أو التربية القاسية التي تؤثر على هؤلاء.
بعضهم يقول: نحن في معظمنا انطباعيين نحب أو نكره من النظرة الأولى، وننظر الى الأمور والأشخاص غالبا بعين السخط التي لا ترى إلا المساوئ، وليس بعين الرضا، ولعل السبب في ذلك كثرة الإرهاصات التي منيت بها نفوسنا وحالات التغير المستمر والسريع الذي غزت حياتنا، والتي عملت على قطع أسباب التواصل والعلاقات الإنسانية بين الناس، خاصة في حضرة مواقع التواصل الاجتماعي مما جعل الواحد فينا حذرا كل الحذر في ان يبدي حسن النوايا في مشاعره أو أن يسرف في مشاعر الحب والرضا والاعجاب فيعمل على ترشيدها ما استطاع.
آخرون يقولون نحن شعب يكره التكلف ونكره الشخص الذي يصطنع التكلّف في المواقف في المناسبات واللقاءات دون ان يكون هناك معرفة مسبقة به، ونكره الذي يخفف دمه بمناسبة او بدون مناسبة أو الذي يضحك كثيراً حتى ولو كان على شاشة التلفزيون،
وآخرون يصدرون حكم الكراهية على اشخاص من منظرهم او طريقتهم في الكلام أو طريقتهم في اللباس واختيار الألوان وهذا قمة الظلم، وهنا يمكن للكراهية أن تزول بعد التعامل مع هؤلاء الاشخاص ونكتشف ان لديهم الكثير من الجوانب الإيجابية والمشرقة، وعندها نندم على الحكم الذي أصدرناه في حقهم في بادئ الأمر، حيث كان حكماً انطباعياً ما كان ينبغي لنا أن نصدره، فكما هو معلوم الحكم يصدر بعد (المداولة) وأقصد بعد المعاملة، وليس من خلال الشكل او طريقة الكلام او اللبس.
آخرون يجعلون كراهيتهم خلف ستار الغيرة الطبيعية وهذا ما نجده غالباً عند النساء، او يجعلون كراهيتهم خلف الحسد وهذا يغلب عند زملاء العمل او على مستوى منطقة السكن او بسبب الانطباعية الظالمة وغير المستندة الى تعامل او احتكاك بالشخص المعني، ولا ننسى أننا شعب انطباعي يحكم على الناس من اول نظرة دون معرفة من هو أمامنا .
وبعد،،، لماذا لا نحسن الظن بمن نصادفهم في حياتنا ونلتقي بهم في الشارع والمتجر وأماكن العمل للخروج من هذا المأزق الكريه ونرجّح الجانب الإيجابي أو على الأقل غير السلبي فيمن نصادفهم حتى يثبت لنا عكس ظننا الحسن بهم، وعكس ذلك نكون قد ظلمنا أنفسنا قبل الغير بفقداننا حسن النية تجاه الآخرين.
لا يوجد مشاعر أقوى من مشاعر الكُره تؤثر على جودة حياتنا، فهو إحساس غير طبيعي، ولا يضر احد سوى حامله و صاحبه .. لأنه يعود عليه بالغيظ وعدم راحة البال.