مرة اخرى تفصح فضائية الجزيرة مسلحة بكل (حريتها وديمقراطيتها) عن الدور المناط بها في ايقاظ الفتنة من خلال الدس الرخيص المستند على المصادر الاسرائيلية التي تحاول بطل طاقتها افشال المبادرة العربية للسلام التي استغنت هذه المرة عن جهود رئيس وزراء قطر (الأب الروحي للجزيرة) واستعانت بخيرة العقول العربية المحترمة.واذا كان التحرك العربي الأخير رأى في رئيس وزراء قطر طرفاً غير محايد وهو الذي يمتلك في اسرائيل بيتاً يقضي فيه اجازاته ويتخذ من مطار تل ابيب منطلقاً لزيارة العواصم العربية فان عليه من أولى واجبات (جزيرته) ان لا تشكك بهذا التحرك من خلال التحرش بقياداته التي استطاعت ان تؤثر في العقل الغربي (وبخطاب واحد في الكونجرس) اضعاف ما حاولت به قيادة جزيرة قطر من خلال إعلامها ولوبيها العامل في الولايات المتحدة.
النتيجة المنطقية هي اننا أمام تحرك جهاز إعلامي يتوسل بالحرية في ايصال المعلومة ويستهدف التشويش والاثارة مستنداً في ذلك الى معلومات غير مؤكدة وغير موثقة وتحيط بمصدرها الشكوك من كل جانب.
واذا كانت قيادة الجزيرة القطرية تسعى من خلال (نكشات) كهذه ان تعوض عن سقوطها المتواصل في مستنقع الاعلام الرخيص بعد ان شكلت حين انطلاقها مصدر امل للجماهير العربية فهي واهمة واهمة لان المواطن العربي الذي مل صراخ وشتائم ضيوف القاسم ونأي بعينيه عن شريط الجزيرة الخبيث واكتشف الاعيب الخبر المصنوع أيام كانت تدفع في العراق لبعض (الزعران) ليتظاهروا أمام كاميراتها أو وهذا هو الأخطر حين كانت تدفع لبعض الارهابيين ليقوموا بعملياتهم امام كاميراتها فطردوها من بلاد الرافدين غير مأسوف عليها. واكتشف معدن القائمين عليها حين تبنت خطاب اسامة بن لادن وتحولت الى بوق له قبل ان يختفي مفسحاً المجال لنجم الاعلام القاعدي الجديد الظواهري الذي يخص الجزيرة فقط بتسجيلاته (الرائعة) المتخصصة بشتيمة كل من لا يؤمن بالارهاب فكراً وطريقاً للحياة.
نعرف ان البعض سينبري للدفاع عن الجزيرة - كيف لا وهي تتصل به دوماً وتدفع له بدل ظهوره على شاشتها - وسيتهمنا هؤلاء بأننا كتاب التدخل السريع، ونقول لكل هؤلاء اننا نفخر جداً بأننا كتيبة مسلحة بالوعي تقاتل دفاعاً عن شرف الكلمة وصدقية الإعلام مثلما تدافع عن تراب الأردن ومثلما تدافع عن المواقف القومية المشهودة للقيادة الأردنية.
وبعد فنحن لم نقل عن الجزيرة إلا القليل مما نعرفه عنها ، ونكتفي بتذكيرها بالمثل القائل ، من كان بيته من زجاج ، عليه ان لا يلقي حجارته على بيوت الآخرين.