مجلس النواب وظيفته الرقابة و التشريع ، لا أدري كيف يمكنكم النوم حينما تعودون إلى بيوتكم كل يوم و أنتم تكررون الكذب على المواطنين ، أنتم لستم استثناء أنتم القاعدة في الفساد لأن فساد النائب أو مجلس النواب هو قمة المهازل في النظام الديمقراطي ، لماذا تقومون بمسرحيات لا تنتهي منذ أكثر من ربع قرن ، أصبحت مسرحيات هزيلة ممجوجة ، مشاهدة مدرسة المشاغبين لعادل إمام أو كاسك يا وطن لغوار الطوشة قد تبقى مسلية لو أعيدت لكن مسرحيتكم باتت مقرفة إلى حد بعيد.
أنتم تعلمون تماما أنكم لا تمثلون الشعب ، من سن و شرع قانون الصوت الواحد الذي مسخ العملية السياسية و قزم الأحزاب ، من الذي قدم ألف عريضة لحجب الثقة عن الحكومة ثم مزقها في اليوم التالي ، من الذين يوقعون على عرائض و مطالب في الليل ثم يسحبون توقيعهم في النهار ، من الذين يهربون هواتف و محروقات و ممنوعات و يحصلون على سيارات و وظائف و وكالات لشركات حكومية و توكيلات قانونية و غير قانونية ، من الذين يشبعوننا خطبا عصماء ثم يروغون منا كما يروغ الثعلب.
هل تدفعون جميعكم فواتير ماء و كهرباء كما ندفع نحن الفقراء الذين ندفع الضرائب هل تفشلون في الحصول على إعفاء لعلاج أبنائكم و أقربكم و أنفسكم كما نفشل نحن هل تدفعون ضرائب كما ندفع نحن و كما هو واجب عليكم أن تدفعوا ، هل تحفظون الدستور الذي لعبتم به مرات و مرات ، هل تقرؤون الموازنة قبل أن تناقشوها و تقروها كل مرة بعد أن تهددوا بردها حتى تحصلون من الرئيس على ما تريدون ، هل تمكنتم مرة واحدة من إسقاط حكومة ، هل تمكنتم مرة واحدة من جلب استثمار للوطن ، هل استقال واحد منكم مرة واحدة من المجلس و لم يعد عن استقالته ، هل تمكنتم مرة واحدة من إثبات أنكم مجلس الشعب و مشرعو الوطن و مراقبون غير فاسدين على الحكومة.
طالبتم ألف مرة بإسقاط اتفاقية وادي عربة المذلة و في كل مرة سقطتم أنتم و بقيت الاتفاقية ، قلتم في إسرائيل ما لم يقله مالك في الخمر ثم بعضكم يزور إسرائيل و يعود منبهرا بالحضارة اليهودية و بعضكم الآخر يسكت عن غدر إسرائيل و قتل إسرائيل لمواطنين أردنيين و تسلل إسرائيل إلى المجتمع الأردني ، و بعضكم عمل و شارك إسرائيليين في أعمال و تجارات و غيرها ، أشبعتمونا مراجل عن اتفاقية الغاز مع إسرائيل و اتفاقية الغاز ماشية زي الحلاوة ، صرعتونا بالمفاعل النووي و فساده و خطورته على الأردن و الأردنيين ..
وافقتم على الموازنة الأخيرة للعام 2018 أي وافقتم على رفع الأسعار على السلع و البضائع و الخدمات بما فيها الخبز ثم تنافختم شرفا بعد أن وافقتم و أردتم إسقاط الحكومة ، طيب ما أنتو وافقتو شو بتتخوثوا و لا شو ، و اجتمعتم و أعطيتم الثقة للحكومة ، أنتم من حطم كل معاني الديمقراطية في هذا الوطن ، انتم من دنس الدستور و جعل سمعة مجلس النواب كسمعة بعض غواني بني إسرائيل ، أنتم من دفع المواطنين أن يحبطوا و يكفروا بالعملية الانتخابية و بالأحزاب و بالسياسة و ربما بالوطن ، أنتم من حول الوطن إلى مزرعة و الشعب إلى عبيد و ليس الحكومات و لا الدولة ، انتم من يعيش فقط ليخطب و ينظر علينا بالتلفزيونات ، و انتم من استفاد من أموال الوطن سفرات و مؤتمرات و أموال و وظائف و دعوات و نفوذ على حسابنا نحن المواطنين الأردنيين ، نحن حمار العرس الذي لا تتذكرونه إلا عند الحطب و الماء فإذا جاء وقت الغنائم انقلبتم على أعقابكم و اعتكفتم تحت أقدام أصحاب المال و النفوذ ، انتم أسوأ ما حدث لنا في الثلاثين سنة الأخيرة ليتنا بقينا تحت الأحكام العرفية فقد كان الأمر واضحا و مفهوما أما الآن فأنتم من يكذب علينا و يكذب على الوطن و تكذبون على أنفسكم.
أنتم من تحتمون من الشعب بالشرطة و ليس من يحمي الشعب من الظلم ، انتم الذين حينما يتأكد الشعب أنه قد قطع الأمل منكم فإنه قد يعلقكم على أعواد المشانق في ساحة البرلمان إن استطاع و سيكون معه حق ، كل الحق ..
قبل أن أغادر ، تعلمون أن معظمكم نجح بطرق ليست ديمقراطية و لا شفافة و لا نزيهة ، الله يرحمك يا نزيهة ، و ربما يا رهيجة أيضا و هذا زمان الشقلبة ، زمن الرويبضة ، زمن مجالس نواب و حكومات ليس فيها يوسف العظم أو محمود الروسان أو حافظ عبد النبي أو وصفي التل أو ليث شبيلات و غيرهم الكثير من رجالات الأردن و إلى نواب الدحية و السحيجة في المجلس ترقبوا أن تصيبكم من الله دائرة فالله يمهل و لا يهمل.