الم اقل لكم إن لم تملأوا اكفكم من الاطاحة بالحكومة فلا تنازلوها يا أعضاء مجلس النواب الموقر ... وفي غمرة المشاعر المتلاطمة أو ازمة المشاعر المتضاربة وكوكتيل الشعور المؤلف من خليط الحزن والفرح والغضب والالم والسخط من سلوك المجلس وقراراته الرعناء ...
لا ندري انبارك للحكومة ام للمجلس ام للشعب ...هل نفرح ام نحزن؟ هل نبكي ام نضحك على انفسنا وقد اسدلت الستارة وانتهت المسرحية وصفق الجمهور للممثلين...
اما أنا فصفقت لوحدي للمخرج الذي ابدع في توزيع الادوار فأعطى دور حجب الثقة لتسعة وأربعين ممثلا ودور الغياب عن الجلسة لتسعة ممثلين ومن هؤلاء المتغيبين ايضا وزع عليهم الادوار فمنهم من ذكره بوجوب (الذهاب للعمرة فهي سنة واجبة ) وقد يفاجئك الموت فلا ينفعك الملقي ولا المجلس... وغيره من لديه واجبات اسرية (اهم من جلسة الثقة) واخر مريض واخرى معذورة ...
واعطي دور الممتنعين عن التصويت لأربعة ممثلين اما دور المانحين للثقة فأعطي لسبعة وستين ممثلا ...
والرقم 67 لوحده مصيبه فهو يرتبط بحالة شؤم عن الاردنيين فقد ارتبط بخسارة الارض والقدس والاقصى وحتى 49 اخو 48 ايضا لا يبعث على السرور ويرتبط بذكريات أليمة ونكبة ونزوح وتهجير ...فالمخرج متواضع ودارس الموقف والنفوس جيدا فالفوز بصوتين يرضي غرور المجلس ويخفف من سخط الشارع ويحرف الحكومة عن حفرة الانهدام والهاوية وتكسب ثقة ثانية رغم مآسيها وتنكيلها في الشعب ورفعها للضرائب والاسعار ...
فهنيئا لحكومة الملقي تحوز على الثقة مرتين ولا حتى حكومات وصفي التل نالت شرف ثنائية الثقة .... وتعني هذه الثقة الثانية اطالة عمر الحكومة وقيامها بعدة تعديلات... ومن يجرؤ بعد اليوم من النواب ان ينتقد الحكومة او يلومها.
اعجب للمجلس يمنح الثقة بدم بارد ويقبل رئيسها مهنئا ومباركا وناخبيه تحت المطر يصرخون بدم يغلي بسقوط الحكومة ...واكثر العجب ان المسرحية تعرض دائما وانما يتبدل الممثلون ...والاكثر أيلاما وما يحز بالقلب اننا نحن الجمهور من يدفع دائما ثمن التذاكر التي تذهب للمخرج والمنتج والممثلين ولم نزل نتزاحم للحضور امام المسرحية ذاتها والنصوص والشخوص وكل مرة نحدق ونصدق ونصفق مبهورين وضاحكين ثم نقفل عائدين لنلعن امريكا واسرائيل ونلعن المؤامرة والمتآمرين..
ابارك للحكومة الثقة الثانية ولا عزاء لمجلس النواب الممثلين للامة واما انت ايها الشعب الناخب من كنت تعول كثيرا على ممثليك في طرح الثقة بالحكومة ولي ذراعها فلتصرخ في بئر معطلة ولتسقط من شئت ولترفع من شئت ولتنتظر العرض القادم....