أمية ثقافية وعزوف عن المطالعة
علي القيسي
18-02-2018 05:34 PM
نحن شعب لايقرأ، ولايفهم مايقرأ، وينسى مايقرأ، الا مارحم ربي وطبقة الكتاب والمثقفين هم وحدهم الذين يمارسون المطالعة لتقوية ابداعاتهم،
الملاحظ ان هناك غزارة في الطباعة، طباعة الكتب والمؤلفات المختلفة، وهذه الطباعات تشمل الكتب الادبية من شعر ونثر وغيرها ، ثبت ان هذه الكتب أوبعضها للانصاف غير صالحة للقراءة !
أراد اصحابها بطباعتها لغايات واهداف شخصية، مثل الظهور بمظهر الأديب وصفة الكاتب، والبرستيج الاجتماعي، ومعظم هذه الكتب مسروقة من النت وتم جمعها ووضعها في كتب.
لهذه الاسباب كثر الكتاب والمبدعيين وادعياء الثقافة وهم بالحقيقة جهلة وأميوون ، نلاحظ ايضا احتفالات اشهار الكتب وما يرافقها من تغطية اعلامية واسعة في الصحف والفضائيات حيث كثرت هذه الاحتفالات في الاندية والجمعيات الثقافية ، ويتم رعايتها من علية القوم من اصحاب الدولة والمعالي والسعادة والعطوفة ،
في الحقيقة ان هذه المظاهر تنم عن نفاق وكذب اجتماعي واجبار للخواطر واحتفالات زائفة ليس لها قيمة ولاتترك اثرا الا في نفس صاحب الكتاب المحتفى والمحتفل فيه، الا ان هذه الفرحة لصاحب الكتاب لاتدوم طويلا ، بعد انفضاض السامر وانتهاء الحفل ، فهو في الحقيقة ليس كاتبا ولااديبا ولا شاعرا ولاناثرا ، وسرعان ماينتهي امره ويصبح في عالم النسيان لانه لم يثبت جدارته وابداعه للقارئ ولم يواصل ابداعه المفترض فهو كالفاقعة لاغير .
اما موضوع المطالعة فحدث ولاحرج ، هذا الترف بنظر الكثيرين لايحظى به سوى المثقفين الحقيقين والنخب الثقافية ، اما بقية المجتمع فالأمر لايهمهم ، لاأحد يقرأ ولايفتح كتاب ادبي ولامجلة ثقافية ولاحتى صحيفة سوى صفحة الوفيات والرياضة، شعب جاهل لايستغل الفراغ الذي هو فيه سوى بالعبث، ولعب الورق، واهدار الوقت بالهواتف الذكية ،والدخول الى المواقع التافهة .
زوروا ايها السادة المكتبات العامة ، وشاهدوا عدد القراء والمطالعين اعداد قليلة جدا الذين يجلسون ويقرأون في هذه المكتبات التي تضم عشرات الالاف من الكتب المتنوعة والمختلفة . بقي القول ان هناك عداوة للكتاب وتجاهلا وجهلا وعدم اهتمام بالمطالعة والقراءة وهذا يدل على الملل وعدم التشجيع والامبالاة التي تعتري الناس فيما يتعلق بالثقافة والاهتمام بها أسوة في شعوب الشرق والغرب الذين يمارسون المطالعة والتذقف والمعرفة في أوقاتهم ان كان احدهم في الطائرة او على الارض او على الشواطئ او في القطارات تجد الكتاب في ايديهم مستمتعين ومنسجمين فيما يقرأون .