شتان بين مدّعي اﻷخلاق وممارسيها على أرض الواقع، فمع اﻷسف كثيرون ممارساتهم اﻷخلاقية تختلف كثيراً عما ينظّرون به على الورق أو مُشافهة، ولذلك أقول بأن أخلاق 'بعضنا' ومنظومة قيمنا في تراجع كبير، وخصوصاً من على وسائل التواصل الإجتماعي، واﻷصل البناء على أصالة قيمنا وأخلاقياتنا:
1. لمعرفة أخلاقيات الشخص تابع قيادته للمركبة وإعطاءه حق الطريق وأولويات المرور، فقيادة المركبة أحيانا كالحرب غير المعلنة عند البعض.
2. لمعرفة أخلاقيات الشخص لاحظ إحترامه 'لطوابير اﻹصطفاف' وأصحابها سواء في البنك أو الشارع أو على شراء الحاجيات أو الخدمات أو غيرها.
3. إندفاع سائقي المركبات بالشوارع وعدم إحترامهم لبعضهم وعدم اﻹلتزام بقانون السير وأولويات المرور وجعل السياقة كالحرب غير المعلنة كلها مؤشرات على ضرورة تأطير أخلاقياتنا صوب تصويب الممكن منها.
4. لا دين ولا موروث حضاري ولا تاريخنا ولا تراثنا يسمحوا بالتصرفات الهوجاء والرعناء التي نشاهد في بعض شوارعنا من الشباب والكبار على السواء.
5. نزقية الحديث إبّان الحوار بين بعض الناس لا تمت أيضاً ﻷخلاقياتنا بصلة.
6. مفارقة عجيبة بيننا وبين الغرب في أخلاقياتنا على الواقع، فهم صبورون ونحن نزقون، وهم يفعلون ما يقولون ونحن نفعل ما لا نقول، وهكذا.
7. قيل إذا أردت معرفة أخلاق أحدهم فسافر معه وتعامل معه بالفلوس، وأنا أضيف لذلك سلمه منصبا وتابعة أثناء قيادته المركبة إبان وقت فرحه لترى سلوكة على اﻷرض.
8. كتابات الناس على وسائل التواصل الإجتماعي كأنك في المدينة الفاضلة وأمام أناس مثاليين، بيد أن الواقع يكشف الحقيقة ومجتمع الكراهية عند الكثير.
9. الناس تقول وتكتب ما لا تفعل، وكأننا في زمن النفاق الإجتماعي وغياب المصداقية، فالدين المعاملة والسلوك.
10. لغة المصالح تنتشر بين الناس كالنار في الهشيم كنتيجة لغياب الوازع الديني والضميري والأخلاقي.
بصراحة: أزمات السير التي لدينا معظم أسبابها أخلاقي لا غير ذلك، وأزمات الطوابير واﻹعتداء عليها أسبابها أخلاقية أيضا، والكثير من تصرفاتنا بالشارع لا تمت لديننا ولا أخلاقنا بصلة، فمطلوب أن تعكس سلوكياتنا ومعاملاتنا توجهاتنا وما نتحدث به من منظومة أخلاقية على الأقل.