ليس بعد قول سيد البلاد مِن قول؛ مَن ليس على قدر المسؤولية "يروح"!
البلد لا تحتمل مزيداً من الإخفاقات. لكنهم يا سيدي يتشبثون بالمناصب، شهراً بعد شهر، وسنة بعد أخرى، ويراكمون أخطاءهم فوق كاهل البلد.. خطأ بعد خطأ، حتى إذا صرخ الناس ألماً، راحوا يراكمون - ترقيعاً - اخطاء أخرى.
مرّة من جيب المواطن، وأخرى تخبطاً في القرارات الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية.
إنهم يا سيدي يهربون إلى الأمام كلما شعروا ان الحلقات تضيق عليهم، يهربون إلى الأمام إنقاذاً لمصلحتهم، فقليلون همهم الوطن ومصلحة الوطن.
عندما يتعلق الامر بالوطن، لا فرق بين الخطأ والخيانة لان النتيجة ذاتها" قالها وصفي التل قبل اكثر من 30 عاماً
نعم. من ليس على مستوى المسؤولية والوطن “يروح" اليوم قبل الغد. لكنهم اعتادوا غرز أصابعهم في الكراسي، حتى إذا طال عليهم الأمد، مرروها إلى أبنائهم او أقاربهم، ثم ظنّوا هم ومن حولهم أنهم البلد، وأن البلد هم.
المسؤولية هي الانجاز. وجلالته قالها: 'ما حدا أحسن من حدا إلا بالإنجاز'. والأفضلية لمن يقدم للوطن المنجزات، ويواصل العمل، ساعة بعد ساعة، ويوما بعد يوم.
هذه هي الخريطة الملكية للمسؤولية، والعمل، والانجاز. تلك التي لا تحابي أحدا على أحد، ولا تجامل في الوطن، بل ترسم خطوطا عريضة، وتطلب من المسؤولين تحقيق العمل فيها، ثم تقول لهم: من لا يجد في نفسه الكفاءة فليتراجع، فلا وقت للتقاعس.
نحن بحاجة إلى ثقافة عامة في دوائر المسؤولين، يُشاع من خلالها بينهم قياس الانجاز أولا.
يمضي المسؤول غير الكفؤ جالسا على كرسي منصبه، يفاقم العثرات والأخطاء، حتى يحوّل المؤسسة التي يقودها الى خراب إداري، ينخر فيها سوس الفشل، فيصيب كل طوابق العمل، حتى إذا وقعت هزّة صغيرة انهار البناء على موظفيه.
ماذا قدمت الحكومة من إنجاز .. هل حاربت الفساد؛ هل شعر المواطن بالعيش الكريم؛ هل زاد النشاط الاقتصادي؛ هل انخفضت مستوي البطالة.
هل تم تنمية الطبقة الوسطى بعد ان زادت نسبة الفقر بناء على الأرقام الرسمية الى اكثر من 20%؟!
اذكر عندما قال الملقي خلال لقاءه مع التجار في نهاية 2017 "سنرى النور في منتصف عام ٢٠١٨ وسنخرج من النفق."
وفي المقابلة التلفزيونية قبل أيام يصرح الملقي (حرفياً): "سنرى النور في منتصف عام ٢٠١٩ وسنخرج من عنق الزجاجة".
المقابلة مع التلفزيون الاردني زادت قناعة المواطن ان الحكومة حققت انجازا واحدا وهو الاحتقان على مستوى الشارع ولَم تكن المقابلة إلا هروباً الى الامام!