نصحني خبير تغذية وأتفق معه طبيب وكلاهما من الأصحاب أن أتوقف عن أكل الخبز بشراهة لأنه يساعد على « نفخ « الكرش , وبعثرة الجسم الذي يفقد روحه الرياضية ويفقد جاذبيته على طريقة «السمبتيك» كما أنه يضايقني كثيرا عند النوم , ولا يساعدني في التقلب ولا في حرية الإنبطاح ويفقدني مرونة القيام والقعود وأيضا يتسبب بصعوبة القيام بمهام كثيرة لا ينفع أن أقوم بها مع كرش متدل يكاد ينفجر .
الحقيقة أنا واحد من الناس الذين أنتابتهم موجة من الراحةولا أقول السعادة لرفع أسعار الخبز ليس لأنه ينسجم مع نصائح أصحابي خبير التغذية أو الطبيب المتخصص في شؤون المعدة , بل لأنها قصرت المسافة كثيرا بيني وبين نوع من الخبز طالما تمنيت أن أعتاد عليه وأن أتقرب منه وأن يصبح في متناول معدتي ألا وهو الخبز الفرنسي الشهي الذي ألتهمه بشراهة عندما أكون مدعوا لغداء أو عشاء فاخر في فندق أو مطعم فاخر وأراه مصففا بأناقة فوق طبق مذهب قرب مناديل حريرية ومكعبات الزبدة الشهية وسكين متخصص في فتحه وحشو ما يتيسر من الزبدة أو الجبن الفرنسي أيضا في جوفه .
قررت أن أعتاد عليه فسعره بات مناسبا وهو مناسب لأن لا يزيد من إنتفاخ الكرش , هذا على الأقل ما رأيته في أجساد الفرنسيين عندما تسنت لي فرصة لزيارة باريس , حيث لا كروش ولا إنتفاخات في مواقع أخرى ووقعت أخيرا على السبب وهو الخبز الفرنسي غير المحشو بعجين لا يلبد المعدة ولا يغذي النشويات فيها لتنتشر على شكل تكورات في البطن والأرداف.
الرغيف الفرنسي يا أخوة هو قطعة خبز طويلة ورقيقة مصحوبة بالطحين والخميرة والماء ذو قشرة هشة ولامعة لا تتوفر في الخبز العربي .
أما عن طريقة تحضيرة فهي متوفرة على الإنترنت وما على أم العيال سوى أن تنقر على محرك البحث في جوجل لتظهر قائمة مفصلة حول المكونات وطريقة التحضير حتى مرحلة الخبز ولم تترك الإرشادات حتى طريقة تصفيفه فوق مائدة الطعام . نعم يمكن صنعه في المنزل وفي غاية البساطة ولا فرق إن كان الطحين مدعوما أو غير مدعوم ولا حتى زيرو فايف ولا عشرة ولا مئة , مجرد طحين , فالسر في طريقة الإعداد والمقادير وفترة الخبز في الفرن .
هناك أيضا الخبز الفرنسي بالثوم وبالجبن , ولك ما شئت من وسائل التطوير , وكما يحلو لك فليس شرطا أن تتقيد بشروط بلد المنشأ ويمكن ببساطة تعريب هذا الخبز إن أردت أن تضيف عليه بعض المكونات ذات الجذور أو المناشئ العربية .
أحببت الفكرة ولأنني على قناعة بضرورة إزالة «الكرش» أو التخفيف منه قدر الإمكان ذهبت من فوري الى قائمة الإعدادات وإبتعت المكونات وسأبدا بعدة تجارب الى أن ينضج الإنتاج .
متفقون إذا على أن الطعام لا يستطاب الى مع الخبز الذي لا تستطيع حذفه عن مائدة الطعام تماماً لمجرد تخفيف الوزن بإذابة بعض الكيلوغرامات فالخبر مصدر مهم للألياف الغذائية، وإن ترك لك أن تختار فأنظر الى الشعوب الأخرى , أنظر الى رشاقتهم فالسر في خيار الخبز الذي يأكلون .
بالنسبة لي رفع الدعم عن الخبز قربني مما أحب وعزز إرادتي في إزالة «الكرش» لكن لم أستطع حتى اللحظة حذفه من قائمة متطلبات العائلة، ربما سأحتاج الى جهود مضااعفة غير الترهيب من كلفته وسعره الجديد وتاثيره على المصاريف للإستغناء عنه .
الرأي