تشخيص مصلحة النظام وليس مصلحة الإسلام
محمد الداودية
14-02-2018 12:55 AM
قال رئيس الوزراء البريطاني الداهية ونستون تشرتشل ان الجيش البريطاني سيقاتل في الحرب العالمية الثانية حتى آخر جندي فرنسي.
وكان القائد الفلسطيني الداهية الختيار ياسر عرفات ابو عمار يشتري الصواريخ ارض-ارض من الاحزاب اللبنانية، ويشترط ان تطلقها تلك الاحزاب على اسرائيل حسب التوقيت والاحداثيات التي يطلبها ابو عمار منها.
ايران تدفع لفصائل عربية وفلسطينية مسلحة، في غزة وسوريا ولبنان واليمن، وتزودها كذلك بالصواريخ والذخائر والمعدات الحربية والمعلومات الاستخبارية فتخوض تلك الفصائل حروبا في سوريا واليمن ولبنان وغزة، تقررها ايران وتشعل هي فتيل نشوبها من اجل تعزيز مكانة ايران كقوة امبراطورية مؤثرة ومقررة في الإقليم.
لقد حققت ايران أهدافا استراتيجية ضخمة واصبحت لاعبا رئيسا من الكبار، سيحصل على جزء من كعكة النفوذ والتقاسم مع القوى الكبرى الامريكية والروسية والتركية والبريطانية والفرنسية.
لا تلقي الدول تلك قواتها الى التهلكة ولا تطلق طائراتها لتصطادها الصواريخ، ولا تدفع كلفة الحرب الباهظة من اجل الديمقراطية وحقوق الانسان ومكافحة الإرهاب، ولا من اجل اطاحة بشار الأسد او من اجل الدفاع عنه والإبقاء عليه.
تشتغل تلك الدول لنفسها. وهي ستسترد ما دفعته باليمين سرا وعلانية، اضعافا مضاعفة. ايران بدعمها القوى العربية المسلحة في الإقليم، تحقق توازن رعب استراتيجيا، وتشكل طوق حماية وتلعب بقوة نارية هائلة تملك قدرة تدميرية يحسب حسابها، وقدرة على الحاق اذى واسع بحلفاء الولايات المتحدة الامريكية في الإقليم، وهذه الأوراق تدرأ عن ايران احتمالات شن غارات عليها وقصف ملاذات صواريخها ومختبرات انتاج الأسلحة الكيماوية والجرثومية والنووية.
الهدف البارز المهم لكل الدول تلك هو تحقيق مصالح، وليس الحاق دمار، سيطال الباديء به والخارج على خطوط امتداده الحمراء المتفق عليها ضمنيا.
تدفع ايران لحماس وتدفع في المقابل وفي الضد من حماس الى الجهاد الإسلامي لتقويها على حماس. وتختلق ايران وتستحدث تنظيمات فلسطينية جديدة واخرها تنظيم الشيخ هشام سالم الذي بدأ عام 2014 في غزة «حركة الصابرين نصرا لفلسطين- حصن»، الذي يماثل حزب الله اللبناني في شعاراته؛ تفعل ايران ذلك كي لا تظل رهينة تنظيمين يمكن ان ينقلبا عليها كما حدث اكثر من مرة.
اذن ايران الولي الفقيه تخوض عدة حروب وتشعل عدة حرائق كبرى بعيدة عن بيدرها وستظل ايران كما صرح قادتها «تدافع عن الدول المضطهدة في المنطقة.»
لقد اصبح رجال الدين الصفويون سلاطين ودكتاتوريين يخوضون عباب انهار من الدم العربي؛ وها هو مستشار وزير الخارجية الإيراني حسين شيخ الإسلام يقول: هناك جبهة مقاومة موحدة بين لبنان وقطاع غزة وسوريا ضد الاحتلال الصهيوني وعلى «إسرائيل» أن تفهم المعادلة الجديدة، ويضيف: واجبنا أن ندعم المقاومة الفلسطينية ومكانة غزة لدى إيران عظيمة ولا يمكن أن نتركها وحدها
الحريق في الجوار.
ايران ليست فحسب، الناطق الرسمي باسم الفصائل المسلحة في الإقليم كما هو في التصريحات أعلاه، بل هي ولي النعمة الذي يسخر من يتمكن من تسخيره ويستثمر أربح استثمار لتحقيق اهدافه الإمبراطورية القومية الخاصة.
تفعل ايران كل ذلك؛ لان الإقليم متروك مهمل تتناوب على فعاليته ايران وإسرائيل، اللتان اتفقتا عبر اميركا ريغان ومندوب الموساد آري بن ميناش في صفقة صواريخ التاو الـ 3000 المسماة «ايران كونترا» ضد العراق في آب 1985. ستتفق ايران وإسرائيل وأميركا مجددا في قادم الأيام.
الذي يجري هو تحسين شروط التفاوض لتحسين مواقع ومنافع ايران لا غير، لا غير.
الدستور