وقفة على نظام التعليم الثانوي
فيصل تايه
13-02-2018 03:04 PM
يعتبر التعليم في المرحلة الثانوية في الأردن أكثر المراحل أهمية من حيث فلسفته الواضحة التي تحدد الغاية منه وتقيم كفاءته ومدى ملائمته لمتطلبات العصر الذي نعيشه ، وخاصة أننا نعيش عصر العولمة والتنوير والثورة التكنولوجية والتنمية الثقافية والاقتصاد الحر والنهج الديمقراطي .
فالثانوية العامة في الأردن هي أحد الحدود المهمة لنظام التعليم العام، إذ تعتبر بوابة النظام التي تخرج منها مخرجات التعليم العام إلى سوق العمل والجامعات على حدٍ سواء، لذلك فإن التعليم الثانوي يلقى اهتمامًا خاصًا ونوعيًا من وزارة التربية والتعليم، حيث تعمل باستمرار على مراجعته وتطويره حتى يكون متوافقا مع السياسات التنموية والاجتماعية والاقتصادية، فقد مر التعليم الثانوي في الأردن بمراحل تطويرية متعددة، ولكن رغم ذلك ما زالت النظرة العامة للتربويين تؤكد أن مخرجات التعليم العام ما زالت بحاجة إلى مستوى أفضل، لذلك فنحن بحاجة إلى تحليل نظام التعليم الثانوي للتعرف على واقعه الحقيقي من خلال معرفة مكوناته ومدى تفاعلها مع بعضها البعض وانسجامها مع بيئتها الخارجية ، وكذلك مدى ملائمة مدخلاته، وأسلوب ادارته، اضافة الى مدى مناسبته لتحقيق الأهداف، بمعنى أن الوقوف على جميع مكونات نظامنا التعليمي والتعرف على مستوى أدائه التراكمي وتفاعله مع بقية مكوناته وبيئته الخارجية ومدى إسهامه بشكل مباشر في حل مشاكل النظام وتطويره أصبح حاجة ملحة وضرورة مهمة يجب أن لا نغفلها لذلك لا بد من الوقوف على الورقة النقاشية السابعة لجلالة الملك بحيث يجب ان نستفيد من الافكار الواردة فيها لتكون بمثابة خريطة طريق لمجمل قضايانا التربوية المعاصرة .
إلا أننا حين نتحدث عن هذا الموضوع لا بدنا لنا أن نكون أكثر واقعية فتطبيق نظام التعليم الثانوي في الأردن لا يزال على صورة تحتاج إلى مراجعة دورية واقعية، وان تبنت وزارة التربية والتعليم فلسفات وسياسات حديثة وعديدة في هذا الصدد إلا أن التعليم القائم داخل الغرف الصفية ما زال يعتمد إلى حد كبير على الأساليب التقليدية الجامدة، إذ لم يرقى بعد في بنيته وفلسفته وأهدافه إلا التغيير المنشود والمعهود وفق المعطيات التي تأملها وزارتنا العتيدة، فاستثمار مهارات التفكير وإتاحة الفرصة للطالب التعليم الذاتي وأسلوب حل المشكلات والتفكير العلمي بات مطلب حتمي، بالرغم أن مناهج الثانوية العامة تعتبر من المناهج التربوية القوية على مستوى المنطقة إلا أن آليات تطبيقها ما زالت بحاجة إلى الكثير من التأهيل والتدريب للكوادر الإشرافية التي يجب ان تكون مقيمة اقامة دائمة في المدارس لتكون قادرة على تأهيل الكوادر التدريسية بشكل مباشر للتعامل من معطيات مناهجنا بكل همة ومسؤولية وبقدر عال من المسؤولية، وبرأيي فنحن بحاجة ماسة إلى وضوح الرؤية لوظيفة المدرسة الثانوية.
وأخيرا .. رغم بعض العثرات والتحديات والمعيقات الا اننا لن نغفل على أنفسنا بأننا دائما كنا وما زلنا السباقين في مجال التطوير التربوي من أجل تحسين أو ترقية الأفكار و الممارسات في التعليم خاصة في أساليب تطبيق المناهج والمقررات ، وهذا يتضح من خلال التجديد التربوي الذي سار في خطوات سريعة باتجاه تغيير في شكل التعليم وفلسفته وأهدافه وأساليبه ، لكننا ما زلنا بحاجة الى الاتجاه لدراسة ثقافة تعليمية واحدة تخدم الطالب بحيث يكون خريج الثانوية مزوداً بمجموعة من المهارات الأساسية والقدرات العقلية والاتجاهات المرغوبة .
في النهاية هذه وقفة احترام وتقدير إلى كوادر وزارة التربية والتعليم أينما كانت وأينما وجدت والتي عملت على الارتقاء بعملها وبواجبها ومهنتها إلى أعلى درجات التميز .