هذيان هيكل بين السياسي والتاريخي : حجابٌ في الحقائق وسفورٌ في الأكاذيب
17-03-2009 04:25 AM
[ نتفقُ ، جميعاً ، ومنذ البداية ، على بدهيتين أولاهما أننا في هذا الحمى الأشم ، الذي لا نملُّ ولا نكلُّ من تسميته بالصدر الأعظم للأمة الأكرم ، والتي سنبقى ما حيينا نبدي فيها ونعيد وعنها بإذن الله لا ولن نحيد ، قد خلصنا ومنذ سنين عددا إلى ما زبدته ، أن الأستاذ هيكل ومذ كان منذ منتصف الأربعينات مع فاروق الأول و نهاية الملكية ، وقدوم الجمهورية على يد عبد الناصر ورفاقه في ثورة 23 يوليو 1952 مروراً بالسادات وصولاً إلى اليوم ، كان وما يزال وتبعاً لما يبدو من قبح في سيرته البائسة ، سيبقى يمكر للهاشميين وبطبيعة الحال لأردنهم العربي العظيم ، وهي بدهية أشرفت بنا على أفقين منيرين بسطوع الشمس ، أولهما وهو مقطوع اليقين مرجعيته موروثنا الشريف المقدس بأن المكر السيئ يحيق بأهله ..
وثانيهما أننا بحكم العادة وتواتر الأيام ، بل أيضاً وبتقاطر الهذيان الهيكليّ بين الفينة والأخرى ، قد بتنا نشاهد زبد (مع هيكل) أو غثاء (بصراحة) ، وسيّان المعنى والمبنى أيضاً ، ونتابعه تماماً مثلما نتابع مسرحية عادل إمام (شاهد ما شفش حاجة) ، ونسخر ضاحكين منه كما نضحك ساخرين منها سواء بسواء – مع مراعاة فارق (التهجيص) .. وهذه وفق الأشقاء المصريين الطيبين !
أما ثاني البدهيتين .. أعلاه ، فهي أننا في أردن عبد الله الثاني بن الحسين المفتدى حفظه الله ورعاه ، لسنا ، و تكؤتنا هاهُنا هي روافع البدهية الأولى ، في موقع الدفاع عن المملكة الأردنية الهاشمية .. تاريخاً مُشرِّفاً وإرثاً متوارثاً ، وبهذا المعنى فإنني هنا وعبر هذه السطور المتواضعة في معرض الدفاع عن الهاشميين ، فالأطواد الشامخة في علياءها السامقة ، ليس يزعجها ، من قريب أو من بعيد ، تكاثر الطحلب على مشارف أقدامها الملتصقة بصخر الأرض كرواسي جبال الشراة في الجنوب الأشم ..
لقد سطرتُ عدة مقالات مما هو ، على كل حال ، من ديدني الإنتمائيّ الذي جندّتُ قلبي وقلمي معاً يواصلان الليل بالنهار ، في دفاع ومنافحة عن الصحائف الوطنية في كتاب الوطن الأبيض ، كلما حاول مارقٌ النيل من بهاءات بلدي الطيب الذي يتسع دائماً لكل الطيبين ، بل حتى ولو حاولت ذبابة (حريقة والدين) ، أن تقترب من خدّ طفل رضيع تُخيّره أمه بين النوم وأمنا الغولة ، في ركن ناءٍ من أصقاع معمورتنا الأردنية المحفوظة ..
يستوي في هذه الإحتشادات الضرب بمداد من حديد ، على تهاويم هيكل أو غيره وهم كثر للأسف الغرناطيّ القديم إياه ، ففي 14/ 10/2005 تمثيلاً لا تدليلاً وحسب ، نشرت لي صحيفتي (الرأي) مقالة بعنوان : (سباحة هيكل .. ليس دفاعاً عن الهاشميين) ، جلدتُ فيها وبقافاتي الثلاثة القلم والقلب والقانون ، شياطين برنامج هيكل الأسبوعي (مع هيكل) على فضائية الجزيرة القطرية الموقرة ، ومردة حلقاتها بإجمال وتحديداً حلقة 6/10/2005 التي حاول فيها كالعادة ، بيأسه المطبق وبؤسه المطلق في آن معاً ، أن لا يتحدث فيما يجب عن انتصارات أكتوبر المجيدة التي تزامنت مع يوم بث تلكم الحلقة المأفونة ، بل أن يفتح صفحات أخرى يحبرّها و الأدق يشوهها ، بمداد العهر والتطاول والكيد الأثيم ، في كتاب هذيانه السياسي الخائب الذي ألّفَ منه الكثير في الحقد الأعمى على الهاشميين ، وهي مقالة بدا أنها من موضوعيّ دفاعها وجمال عرضها على صفحة المقالات الرئيسة ، الشكر موصول من قبل ومن بعد لصحيفة الوطن الأولى (الرأي) ، بحيث نشرتها الجزيرة على موقعها الإلكتروني وأيضاً موقع إيلاف اللندني بالتزامن مع موقع العاصفة المصري ، على أني وبالمناسبة قد نشرت أيضاً ما كان يستصرخ سطور المقالة آنفاً ، من أفكار ساخنة وأصداء حرّى أخرجتها من بين السطور كي تُدلي بدلائها الباسلات ، وذلك في صحيفة الزمان اللندنية التي كنت حتى أعوام ثلاثة خلت من كتابها الرئيسيين ..
وبعدُ .. فأختصر ، بعد أن أحيل القارئ الكريم إلى مقالات الزملاء : خالد محادين وعبد الله أبو رمان وعبد الحميد المجالي السبت والأحد الماضيين ، بالتالي .. رداً عملياً على هذيان السيد هيكل الأخير :
1- الذهاب إلى قمة الدوحة ، فنحن مع جلالة سيدنا مع الإجماع العربي نمذجةً لمعسكر الاعتدال العربي ..
2- تفويت الفرصة على هيكل والهيكلية وزبانيتهما الخاسرين وتلامذتهما الخائبين في عدم توجيه التهم لأي بلد عربي شقيق ..
3- ربما إن كان هذا مناسباً وقانونياً أن يحرك وزير الدولة لشؤون الإعلام ممثلاً للحكومة دعوى ضد السيد هيكل ..
4- في استحالة تحقيق البند الثالث أو أيهما أقوى وزير العدل أو نقابة المحامين رفع الدعوى بالإنابة عن الدولة الأردنية ..
5- عملاً بالسائد من قوانين حق الرد وإبداء الرأي ، أن تفسح الجزيرة المجال رحباً أمام الإعلاميين و الساسة الأردنيين ، بنفس المكان ونفس الزمان اللذين أُعطيا للأستاذ هيكل على شاشة هذه الفضائية التي نقدّرُ ونحترم ... ! ]
Abudalhoum_m@yahoo.com