سقوط الطائرة الإسرائيلية هبوطٌ اضطراري لنتنياهو من برجه العاجي
د. زيد فهيم العطاري
12-02-2018 01:50 AM
لم يتوقع أحد أن تقرع الحرب طبولها، ولا ينتظرون ذلك ايضاً، إن ما حدث وسقوط الطائرة الإسرائيلية، يُعدُ تتويجاً لتصدياتٍ لطالما سمعنا عنها في الأيام السابقة، إلا أن هذه المرة يبدو الأمر مختلفاً، فما جرى يعدُ اختراقاً يُحسب للدفاعات السورية، اختراقٌ يحمل العديد من الرسائل، التي مفادها أن دخول اسرائيل في مواجهة مع أي طرف سواء حزب الله أو ايران او سورية، لن يكن سهلاً فالطيران الإسرائيلي بات في مرمى الضربات سورية وحلفاؤها، وما حدث اليوم عُرضةٌ لأن يحدث في قادم الأيام مما يبعث برسائل الدعوة للتعقل.
الباعث الأخر الذي يدعو اسرائيل للتعقل هو الصمت الروسي الذي يحمل في طياته حياداً حيال ما فعلته الدفاعات السورية ضد حليقٍ وصديق تاريخي فهي في نهاية الأمر لا تملك كف سورية عن عدم الرد.
اما الباعث الثالث الذي يُحتم على اسرائيل التفكير ملياً فهو تعدد الجبهات فهذه المرة، الأمر لا يتوقف على مواجهة هنا او هناك مع ايران وحزب الله والنظام السوري على الأراضي السورية، فالدولة اللبنانية ونتيجةً للإجراءات الإسرائيلية والمضي ببناء جدار يفصل اسرائيل عن لبنان، والتهديد الذي تواجهه الأرض اللبنانية جرّاء هذا الجدار، سيجعل خيار المواجهة مع الجيش اللبناني وليس فقط مع قوات حزب الله.
الباعث الأخير هو الأراضي الفلسطينية، وتفجر الاوضاع في الضفة الغربية وقطاع غزة، ففي ظل حالة الغليان والمواجهات مع الاحتلال، قد يبدو الأخير متهوراً أن استمر في حالة التصعيد، محاولاً تسجيل مكاسب وهمية لن تعالج صورة جيشه المجروحة والتي جُرحت من قبلُ في غزة.
إذن وبالرغم من الدعم الأمريكي الذي دفع اسرائيل وجعل منها كياناً متهوراً متورطاً في صداماتٍ باتت مباشرة أكثر من أي وقتٍ مضى، إلا أنها اليوم تفكر بالتريث وتصريحاتها بعدم الرغبة بالتصعيد ليس إلا دليلاً على ذلك وما تقوم به وما ستقوم به من طلعاتٍ وخطواتٍ خلال الأيام القليلة القادمة ليس سوى محاولاتٍ لاستعادة الكبرياء الجريح وحق ردٍ قل ما نشاهده.