ثأرنا عند من يقفون خلفه !!
صالح القلاب
16-03-2009 02:21 PM
ما قاله محمد حسنين هيكل في طلته الأخيرة من خلال شاشة " الجزيرة " القطرية هو إعادة صياغة لما بقي يقوله في خمسينات القرن الماضي وستيناته وسبعيناته وثمانيناته وتسعيناته فهو لديه عقدة إسمها " الهاشميون " وهي عقدة جميع الذين وقفوا خلفه في السابق والذين يقفون خلفه الآن.. إنها عقدة " الدونية " فالصغير في نفسه وفي منبته وأصوله يصب غضبه دائماً على الأكبر منه مكانة وقدراً وحسباً ونسباً ومنْ لا يستطيع إرتقاء الشجرة العملاقة تدفعه " قزميته " الى رجمها بالحجارة كلما نظر إليها ورآها ترتفع نحو السماء .
كل ما قاله هيكل في إطلالته الأخيرة عبر شاشة فضائية " الجزيرة " القطرية كان قد قاله عندما كان مقاله الإسبوعي " بصراحة " في جـريدة الأهرام يذاع مساء كل خميس وفي موعد " الجزيرة " القطرية هذا نفسه ويومها لم يترك هذا ، الذي كلما علا الغبار ذاكرته يجري تلميعها من قبل باحث عن قلم ولسانٍ للإيجار ، كلمة في قاموس الشتم إلا وإستخدمها ضد هذا البلد وأهله وقيادته .
بإستثناء واحدة فقط هي رابعة العدوية فإن " العائبة " في العادة لا تتوب وهي تبقى تحن الى ما إعتادت عليه حتى وإن أصبح عمرها بعمر سلحفاة معمرة وهذا هو محمد حسنين هيكل الذي إقترب من التسعين والذي بدل ان يكرس ما بقي من العمر بالتكفير عن الموبقات التي إرتكبها والأكاذيب التي حشا بها "صراحاته " وسخافاته هاهو يعود لتأجير قلمه ولسانه وحنجرته مرة أخرى ويعود لبيع إطلالته " الخميسية " عبر فضائية الجزيرة القطرية والمثل يقول : " من شبَّ على شيىء شاب عليه " .
نحن في هذا البلد عرفنا هيكل جيداً وهو غير جديد علينا وإفتراءاته لا تفاجئنا وأكاذيبه لا تهز شعرة واحدة في أجسادنا فنحن نثق بأنفسنا ونعتز بتاريخ بلدنا ونعتبر قيادتنا في كل المراحل وعلى مدى نحو تسعين عاماً فوق الشبهات ونحن نعرف تمام المعرفة ان هناك مــن وضع هذا " الشتَّام " على شاشة فضائية " الجزيرة " القطرية وأطلقه ليقول ما قاله لأن لسانه كما هو قلمه لايزال للإيجار .
لا يمكن ان نصدق أنه لا توجد جهة معينة هي التي دفعت هيكل ودفعت له ليعيد صياغة ما كان قاله ضد هذا البلد وضد هذه القيادة ، ليظهر على هذه الشاشة نفسها التي ظهــر عليها مراراً وتكراراً ليسوق بضاعة غدت بائرة كما تسوق " العائبة " أثداءها التي غدت متجعدة ومترهلة بعد ان نقلها قطار العمر الى مشارف النهايات .
نحن نعرف الذين وضعوا هيكل على هذه الشاشة تمام المعرفة ونعرف أهدافهم وأغراضهم وهم يعرفون أننا نعرف هذا كله وأن لدينا القدرة والشجاعة على رجم بيوتهم الزجاجية بالحجارة لكن ولأن هناك مبادرة خيرة لإصلاح ذات البين ولتنقية الأجواء العربية المكفهرة والمتربة فإننا لا نجد إلا ان نكظم الغيظ وأن نتعالى فوق هذه الإساءة التي إرتكبت خدمة للذين لا يخفون إستهدافهم للعرب ويواصلون التدخل في شؤونهم الداخلية .
لن يتوقف هيكل عن إطلالته الخميسية عبر شاشة هذه الفضائية وهو سيكرر هذا الذي قاله كلما شده خيط مسرح العرائس فالعائبة لا تتوب وحقيقة ان هذا لا يضيرنا وهناك بيت شعر يقول : " إذا أتتك مذمتي من ناقص ... فهي الشهادة لي بأني كامل " .. إننا نعرف ان وراء هذه الإطلالة وعبر هذه الشاشة بالذات جهةٌ لا تتورع عن العمل لتلك الحسابات الإقليمية المعروفة .. ولهذا فإننا لا نعتب على هيكل وإنَّ لنا ما هو أكثر من العتب على الذين إستخدموا هذا البوق ضدنا كما أُستخدم مراراً وتكراراً ضد هذا البلد والأسباب والدوافع معروفة .