عمون - لقمان إسكندر - ما إن ارتطمت طائرة العدو على الأرض، حتى وجد اليسار في شظاياها 'قميص عثمان'.

هناك تيار يقف على أطراف الشارع يُعرف باليسار، عمد مبكرا إلى تبني رفض التخلي عن فكرة 'ممانعة الأسد' ضد العدو الصهيوني، حتى وإن بدا أن العنزة تطير.

التقط هؤلاء شظايا طائرة العدو، وبدأوا يلوحون بها.

قميص مضرج بالدماء والإشارات. لو كنت مكانهم لفعلت ما يفعلون.

في المشهد ما يبدو انه دليل دامغ على صوابية رأيهم منذ البداية. لكنها ستبقى العنزة الطائرة.

المشهد الغامض في إسقاط الطائرة يعبّر عن صراع سياسي إقليمي على النفوذ، وليس عن صراع جوهري فيه 'البوصلة' فلسطين المحتلة.

لكن هذا لن يمنع 'رفاق بشار' عن القول: إنها عنزة حتى وإن رفرفت بجناحيها.

ما يريده 'الرفاق' هو ان يجلبونا مخفورين لتفسيرهم بأن في الصراع روايتين: 'ممانع وعدو'، وكأنه صراع جوهري بين أعداء 'اسرائيل' وأصدقائها. هذا غلط. غلط يؤكده المشهد برمته.

هو صراع يعبر عن اي شيء سوى ان يكون صراعا عربيا مع 'الاستعمار'. أما جرّنا لمعنى أن بوصلته فلسطين. فلسطين المحتلة، فتلك عنزة بأجنحة


صراع ايراني أمريكي صهيوني روسي تركي فوق سماء العرب وأرضهم. أما نحن، فمجرد تفاصيل في خلفية المشهد.. مجرد أشلاء ودماء، وصراخ، وأيتام.

لا صاحب موسكو سيتحول الى بوتين الدين الايوبي. ولن تفعل طهران أكثر من تحويلنا الى ورقة في مشهد مقايضاتها الاقليمية.

يا سادة:

كل ما جرى اليوم هو أن أطراف اللعبة رفعت من سخونة رسائلها، فما علاقتنا نحن المتفرجين العرب الجالسين على أطراف التاريخ.