دبي تحتضن ذاكرة دالي وأعماله السريالية
09-02-2018 04:26 PM
عمون - مرة أخرى تحتضن دبي بعد معرضها العالمي «بيكاسو وميرو» الذي أقيم عام 2016، معرضاً جديداً بالمعايير نفسها للفنان العالمي الإسباني سلفادور دالي «1904 - 1989» رائد السريالية في عصره، والفريد بمواضيع لوحاته وغرابتها. ويفتتح المعرض الذي يحمل اسم «سلفادور دالي - الذكريات» ويقام في 11 فبراير الجاري بقاعة المؤتمرات مبنى «4» في مركز دبي المالي العالمي وتحت رعاية «بنك الإمارات دبي الوطني» وبتنظيم شركة ألفا سول. ويضم المعرض الذي يستمر حتى 22 أبريل، 160 عملاً. وجميعها نسخاً محدودة الإصدار، باستثناء لوحة «انهمار الياسمين»، وجميعها من مجموعات مقتنين ومتاحف ومؤسسات.
ابن المصور
وقد أخذ الفرنسي نيكولا ديشارن القيّم الفني وابن المصور الأقرب إلى دالي في مرحلة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، الإعلاميين في جولة بالمعرض الذي يقام في مبنى المؤتمرات «4» بمركز دبي المالي العالمي . ويضم عدة أجنحة، ابتداء من الصور الخاصة بدالي وحبيبته ولاحقاً زوجته غالا التي يعتبرها ملهمته.
كما يتعرف الزائر في الجناح الأول عبر صور الأب روبرت ديشارن «1926 إلى 2014»، على هامش كبير من مسيرة هذا الفنان بالتوازي بين حياته الخاصة وفنه. ولتبدأ رحلة الصور مع دالي بعد نفي عائلته له عام 1929 بسبب عشقه لغالا المتزوجة التي كانت تكبره بعشرة أعوام، إلى نفيه من الوطن في الحرب الأهلية الاسبانية 1936 ليستقر في فرنسا، وبعدها إلى الولايات المتحدة بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية.
فضول دالي
ويتجلى في مجموعة الصور فضول دالي وغرابته وسعة مخيلته، حيث كان يصور نفسه ليكون جزءاً من مشهد الصورة، فتارة هو كوحيد القرن أو ابن الطبيعة حيث يصبح امتداداً لها وغير ذلك من الصور التي كان يشكل عناصرها الفنية قبل التقاطها.
وأمام كل صورة يسرد ديشارن الحكاية الكامنة خلفها، سواء كتاريخ أو معايشته لها حينما كان يذهب إليه برفقة والده الذي كان يصغر دالي بعشرين عاماً. وتضم المجموعة صوراً لدالي وغالا بعد نبذ عائلته حيث عاش معها عام 1930، في قرية ليغات غير المأهولة قرب كاراكاس والتي كان يستخدمها الصيادون مخزناً لمعداتهم، وهناك بنى لها غرفة دائرية واسعة.
وينتقل الزائر بعدهـــا إلى الجـــــناح الثاني الخاص برسومــات دالي الدادائية والسريالية والتي رفض فيها الانتماء لأي مجموعة، وجمع في أعماله تلك بين الرسم والكولاج وعوالم النفس الداخلية غــــير المترابطة ليملك الفيل في لوحات أرجل متناهية في الطول والرشاقة، أو صورة غالا في عوالم قنديل البحر.
لوحة بديعة
أما الجناح التالي، فمخصص لواحد من مشاريع دالي التي خصصها لإحياء ذكرى عدد من رواد الفن الإسباني الكبار ممن سبقوه. ويضم الجناح مجموعة من رسوماته بتقنية الحفر والتي أساسها نسخ من أعمال الفنان فرانشيسكو غويا الأصلية بالأبيض والأسود، بنى عليها إضافات وألواناً.
الإصدار وليس للبيع، باستثناء لوحة «انهمار الياسمين» البديعة بغموضها وروعة تكوينها والتي رسمها دالي صيف عام 1954.
ويحكي ديشارن عنها مع «البيان» قائلاً: «استغرقت طويلاً في دراسة هذه اللوحة، فعدد زهور الياسمين فيها 10، والعشرة هو رقم الانسجام والكمال. أما الياسمين فهو رمز الجمال وبياض لونه يعكس النقاء والرومانسية. أما تكوين اللوحة فيتبع النسبة الذهبية للجمال وربما ذلك أحد أسباب غموضها كما شخصية الفنان نفسه».