رفع ضغط المواطن أيضا إنجاز
م. موسى عوني الساكت
09-02-2018 10:06 AM
ترسم الحكومة لوحة جميلة لحياة المواطن، ثم تطالبه أن يعيشها، فينظر المسكين الى ما تقوله حكومته عن حياته، فلا يرى إلاّ الخيال.
في المملكة حياتان، الاولى التي تقدمها الحكومة عبر تصريحاتها المتخيلة، وفيها تبدو كل الامور على ما يرام. اما الثانية فتلك التي يعيش ألمها المواطن ساعة بساعة ويوما بعد يوم، والتي لم يلمس فيها اي إنجاز على ارض الواقع، بل المزيد من الاعباء المتراكمة.
يشتري المواطن ما لا يكفيه أسبوعياً. ينظر الى محفظته، قارب راتبه على النفاد، ولم يبدأ الشهر.
وفي إحدى صفحات الجريدة عنوان يتحدث عن ارتفاع نسب البطالة في المملكة يتذكر المسكين ان ابنه البكر الذي دفع عليه دم قلبه في الجامعة ما زال عاطلا عن العمل منذ سنين، حتى اضطر للعمل "بأي شيء" ليريح والده من مصروفه.
ومع هذا وذاك تصر الحكومة على الاصلاح والانجاز وعدم المساس بالطبقة الوسطى والفقيرة.. وكأن الحكومة لا تعيش بيننا، لا نحن منها ولا هي منا.
ربما الارقام عن الفقر والبطالة هي لدولة أخرى!
لا أدري لِمَ تصر الحكومة "أنها عنزة ولو طارت"، وما الذي يحول بينها وبين الشفافية والصراحة؟
اذا كان من ابداع للحكومة، فقد أبدعت حقا في مص دم المواطن. وأبدعت في مضاعفة نسب ركود القطاعات الاقتصادية ببركات الضرائب والتخطيط الاقتصادي.
في الحقيقة، ابداع واحد فقط أنجزته بحرفية، عندما قامت برفع ضغط المواطن!
ابداع تكاد تقول للناس فيه اخرجوا الى الشوارع احتجاجا، ونصرة لجيوبكم الفارغة، فاستجاب الناس، لكن في حراك عاقل يخشى على الوطن، ويحرص ان يكون حكيما بعيدا عن تهور سياسة الحكومة.
إنه الحراك العاقل الذي يمثله اليوم أبناء السلط الابية، الفخورة بوطنيتها الحانية على أردنيتها.
حراك لم يعد يطالب فقط برحيل حكومة نامت في جيب مواطن انهكته قرارات الحكومة الجبائية، بل وبرحيل مجلس نواب لا يحمل هم المواطن ولا يرتقي الى تمثيله حق التمثيل.
وها قد أسر قائد البلاد للشباب يحثهم رفع الصوت والمطالبة والضغط على النواب والمسؤولين لإحداث التغيير المنشود وتحسين الواقع في كل المجالات.
حقا، لقد صدق من قال: "نحن لا نشكي الجوع بل نشتكي المسؤول الذي لا يشبع!".