لكنه بخجل العشاق الجميل والرجولة المحملة برغم قسوتها بمشاعر الحنان والحب ،لم يتمكن من شراء ورود لها بعيد الحب بعد مضي سنوات طويلة على زواجهما .
وقف امام بائع الورود وهو يراقب العشاق الصغار عمرا يشترون ورودا يدونون كلماتهم على بطاقات صغيرة لقلوب تنتظر تللك الورود للتعبير عن الحب بهذا اليوم .
اراد ان يخبرهم للحظة واحدة ،ماذا يكتبون ؟
اراد ان يخبرهم عن قيمة الحب ومعانيه الكبيرة التي لا تقف عند حدود الورود رغم جمالها ونقائها .
اراد ان يخبرهم بان يكونوا اكثر كرما بمشاعرهم وان يعبروا عن صدقها وان يكون هذا اليوم لا يختلف عن الايام الاخرى والسنوات جميعها كي يكونوا اكثر صدقا مع انفسهم ومع قلوب من يحبوا .
ان لا ينتظروا عيد الحب لتتدفق مشاعرهم بيوم واحد فقط فالحب وجد ليكون حرا يملء الكون كله بقيمته وجماله في كل لحظة نشعر بها بانه لا زال ينبض بالقلب .
اراد ان يكون اليوم واحدا منهم ليوم واحد فقط يستعيد فيه لهفة العشاق وجرأتهم وجنونهم !
اراد ان تعود به السنوات الماضية حين كان ينتظر من احب ساعات لا تعنيه امطار السماء ،ولا اي شيء اخر سوى ان يلمح وجهها قادماً اليه .
اراد ان تعود به السنوات لبدايات الحب لذكرى الموعد الاول .... لخفقان نبضات القلب بانتظارها ، لمشاعر التوتر التي لم تمر بنفسه الا امامها ومعها .
اراد للبدايات ان تعود له اليوم ليكون قادرا على امتلاك الجرأة من جديد ليقف امام الورود لا يشعر بالخجل منها ولا يقوى على تقديمها لمن احب.
هو لم يتوقف عن حبها لحظة واحدة هي لا تزال بقلبه تلك المراة التي احبها من سنوات طويلة مضت
هي لا تزال بفكره وقلبه تلك المراة التي لا يكون امامها سوى طفل بمشاعره واحتياجه لمن يحب
هي لا تزال تلك المراة التي من بعدها لا ترى عيونه سواها .... ولا يستشعر الجمال والحب الا بها ومعها
تغير السنوات فينا الكثير ..
يختلف شكل الحب في كل عام نكبر به لاننا نحن نتغير وتسرقنا الحياة بتفاصيلها وايامها ومتاعبها ليتجزأ الحب الذي يجمعنا بمن احببناه فيصبح في القلب امكنة اخرى ومساحات اخرى لاناس اخرين هم ايضا جزء من وجودنا وحياتنا ..
لكن الحب يبقى حبا لا تغيره الحياة بقدر ما نحن نغيره .
..
كلما كبرنا عاما استسلمنا للحياة بكل ما تحمله وتناسينا ان المشاعر هي التي تجعل من الحياة مرفأ أمان ، تجعلها رحلة جميلة قادرة على الاستمرار وكأنها تمنحنا الامل والشعور بكل ما فيها لا مجرد ايام وتمضي
لماذا هو بعيد الحب لم يقوى على ان يحمل لها ورودا ..؟
لماذا بعد ان تمضي سنوات وسنوات من اعمارنا نكبر بها تضعف قدرتنا على التعبير عن الحب .... عن العودة لاشياء جميلة هي لم تكن في اي يوم من الايام مقتصرة على عمر معين او زمان ما او مكان اخر ...؟
لماذا لم يعد قادرا على تقديم الورود لمن يحب في زمان ما ومكان لا يزال يحتفظ لها بقلبه بحب كبير ....؟
اتراها تنتظر منه اليوم ان يحمل لها وروداً كما كان ..؟
اتراها في نفسها تتمنى ان يعود كما كان في البدايات قادرا على التعبير لها عن حبه ولو بوردة وبكلمة وبموقف ما يعيدها الى كل ما كان ....؟
هل يمكنها ان تشعر هي ايضا بالخجل بعد مضي سنوات على ارتباطهما ان حمل لها الورود بعيد الحب ؟؟؟؟
هي كانت على موعد مع الانتظار تمنت بذاك اليوم ان يحمل لها وروداً لتعود عاشقة من جديد بروح البدايات واولى لحظات العلاقات الجميلة .
هي لا تزال امراة وفي قلبها من الحب ما لا يتسع لعمر واحد ان تحياه .
وهو لا يزال يحبها لا يزال يحدق بتلك الورود وبالعشاق وهم يحملون الورود بلهفة العشاق الجميلة التي تبعث بنفسه الفرح تارة والحزن تارة اخرى على افتقاده لهذه الجرأة الجميلة بالحب .
في ذاك اليوم بعيد الحب ،عاد اليها دون ورود وهي انتظرته بورود لم تاتِ.
هكذا يختلف الحب كما تغير هو وتغيرت هي
هكذا يكون الحب بعد سنوات وسنوات من العمر ،يبقى باعماقنا جميلا نتمسك به لانه اخر ما تبقى لنا بالحياة لكنه كل ما كان يحتاجه تللك الهفة وتلك الجرأة والجنون الذي يكون حاضرا بالبدايات وكأن الورود ليست لهما انها لجنون العشاق الاخرين الذين لا يزالون يحادثون نجوم السماء .... ولا يزالون لهم موعد مع الانتظار .... ومع رائحة الحب الاولى والبدايات .
الحب يبقى بعيد الحب وبكل ايام العمر لكن نحن من نتغير ونحن لم نعد قادرين على ان نكون كما كنا من قبل .... لنمر من امام الورود نشتم رائحتها ونحنى لجمالها ونمضي .
الرأي