نوابنا الاعزاء .. (فوق حَقه دَقه)
15-03-2009 10:12 PM
وكانهم منزلون من السماء وكان ايات الطهر ترفرف فوق جباههم ، فيتسربلون ثياب العصمة ، ويتنزهون عن كل نغيصة ، فهم مرفّعون عن النقد وخارجون عن نص المجتمع والناس ، متناسين بانهم منا ، والينا مرجعهم ، يمثلوننا نحن ابناء هذا الشعب ، المنقطعين للّحاق باسباب العيش ، نمتشق عزة انفسنا بين عيوننا ، متغنين بكرامتنا ومفاخرين بحق انتماءنا لوطننا العزيز وقيادتنا العظيمة .
وكانهم نسوا او تناسوا ان تسنمهم مقاعد النيابة ، وتدثرهم قبة البرلمان ، لم يكن ولن يكون الا بتزكية منا نحن ابناء هذا الوطن وبناة هذا البلد االمعطاء ، الذين طفقوا يجوبون بحلمهم مستقبل رحب مفعم بامال الديمقراطية ورايات الحرية.
لقد آلينا على انفسنا ان نجعل من ضمائر اعزاءنا النواب نواقيس حق ، تحمل صوتنا ، ليجوبوا بها معترك الحياة ، يبحثواعن حقوق الناس ، ويبشروا بمقتضيات العيش الكريم ، وينافحوا عن حرياتنا وامالنا وتطلعاتنا ، فاذا بهم يتناسلون من واقع مجتمعهم ، وينسلخون عن هموم من توسموا بهم خيرا ، يتحرون العيش المترف ويتنعمون بمقدرات الوطن والمواطن ، ويتبارون في تحقيق مااستطاعوا من مقتضيات رفاهيتهم ، ويقترون علينا في تلبية ما لنا من حقوق ومتطلبات .
لقد تشامخ نوابنا الاعزاء ، واخذتهم العزة في مبتغاهم ، وتعامَوا عن حقيقة امرهم بكونهم نتاج ما اقترفته اهواءنا ، واختياراتنا ، نحن ابناء هذا الوطن المبتلى ، الذي اضحت ميزانيته المسكينة ترزح تحت وطأة حلهم وترحالهم .
ثم نجدهم يتبرمون ويحتجون ويتنافخون غضبا ، لان بعضا منا خرج عن صمت الاغلبية المغلوب على امرها ، وتجرأ فوق جرأة المرتجفين المرجفين ، ليعلن تمرده على ما وصلت اليه الحال ، وتفلته من عصمة الملاطفة والمعاتبة ، الى عصبة المنافحة والمساءلة ، نعم نحن من يحق له ان يسالكم ، ونحن من يحق له ان يراقبكم ، ونحن من يحق له ان يطالبكم لاننا نحن من اوصلكم وكلفكم بما يفترض بكم ان تكونوا عليه .
ولتعلموا بانه فرضا عليكم لا منة منكم ، ان توصلوا صوتنا وتحملوا همنا وتترجموا آمالنا ، نعم هذا هو دوركم وهذه رسالتنا التي حمّلناكم اياها ، فاين انتم منها ، وماذا فعلتم بها ، افبعد كل هذا تمارون في الحق ، وتتبرمون من الواجب . انه العهد الذي بيننا وبينكم ، فحري بكم ان توفوا العهود ، وحري بنا ان نحاسبكم ونسألكم .
( فما قولكم دام فضلكم ) .