سعد الذابح يسير في شوارع عمان "نص كم"
08-02-2018 05:50 PM
عمون - لقمان إسكندر - سعد الذابح يسير في شوارع عمان "نص كم". هذه سابقة. جرت العادة أن يسير سعد في هذا الوقت من العام متلحفا بفروة ذبيحته. اليوم يسير سعد "شالحا" كل ما كان على جسمه من صوف.
دخل سعد الذابح منازلنا متخفّفا من ثيابه، مرتديا ثياب نوم صيفية. دخل علينا وهو يقول: ليست حياتكم وحدها من قُلِبَتْ رأسا على عقب.. سماؤكم أيضا..
لم يعد سعد ذبّاحا. صار "نص كم"، مثل سياستنا الاقتصادية، مثل خطابنا الرسمي، مثل تصريح مسؤولينا. مثل حتى حراكنا. ليس الحراك وحده، حتى ربات البيوت لم يعد لديهن ما يقلنه عن صحراء مطابخهن.
تفتح إحداهن الثلاجة ولا تجد من تلوم على خوائها سوى رب البيت. ورب البيت تزينه حكمة مصطنعة، رغم كل الطيش الذي فيه.
ليس ربات البيوت وحدهن من يشعرن بالاضمحلال. ليس رب بيتها كذلك. هناك التجار أيضا. الاسواق خاوية. وهناك الصناعيون. المصانع ساكنة. حتى غرفة الصف المدرسي صارت أقل علما، وأكثر صخبا.
ربما سيجن جنون الغيم، في سعد الخبايا، ويتذكر ما فاته من مطر، فيهبط مثل مصيّف الغور، حتى تحسّ حشرات الأرض بالضياع، وتصرخ فيما بينها: ما الذي يجري لبني آدم.. ألم تنته القطط من شؤونها للتو؟