ما دام "الاردني" في لغة شعوب على هذه الارض مرآة للعزم والهمة والعزة، ونقاء الولاء والانتماء، وصدق الالتفاف حول القيادة في السراء والضراء، فان محمد حسنين هيكل ومن خلفه، لن يكلوا من نصب "المصائد والحِجِب" للنيل من وجوده وهويته.
فكلما ازداد تمدد الاردني في هذه المعمورة، كنموذج للوحدة الوطنية ومثالا لمن يقدم مصلحة الوطن على مصالحه الخاصة، كلما تبرع "هيكل" للاستعانة بطلاسم جولدا مائير وموشيه ديان والصهيونية العالمية، للخلاص من عقدته النفسية التي تؤرقه منذ اعتلى الضباط الاحرار عرض مصر في مطلع خمسينيات القرن الماضي.
وهيكل الذي يحاول منذ 32 عاما تبرئة النظام المصري من هزيمة حرب 67 الذي كان محسوبا عليه بالقاء المسؤولية على الاردن، رد عليه الجنرال الاردني الراحل مشهور حديثة في مقابلة خاصة اجريتها معه في اواخر التسعينات ان الاردن شارك في حرب 67 من اجل عبد الناصر وان الاخير هو من طلب ان تكون ادارة العمليات العسكرية تحت تصرف نظامه.
ولو ان الخيار في تلك الحرب كان للاردن لما خاضها لانه كان يعلم مسبقا بان ثمنها ضياع الضفة الغربية وكامل فلسطين.
والخطورة في هيكل الذي لا زال حتى يومنا هذا من عشاق القومية وابجدياتها، ان حقده على الاردن وملوكه، اعماه الى درجة الموافقة على عبادة وثائق واسرار من صناعة الصهيونية ورفاقها في هذا العالم، من اجل الاساءة الى الاردن وقيادته وشعبه ايضا.
وهدف هيكل النيل من الهاشميين الذين تفوقوا بحكمتهم على القوميين وغيرهم في التعامل مع التغيرات السياسية في هذا العالم بمنتهى الدهاء والعقلانية التي تحفظ امن امن مملكتهم وشعبها. فقمة فرح هذا "الدونكوشوتي" ان يصحو يوما ويكون الاردن قد شطب عن الخارطة الجغرافية والسياسية ولو كان ذلك على يد اسرائيل.
ولذلك فلا ضير على هيكل المضي في ركب المشروع اليميني الاسرائيلي في ان يكون الاردن موئل الفلسطينيين الجديد، لان هدفيهما مسح الهوية الاردنية قبل الفلسطينية عن الوجود.
والغريب ان جميع اعداء الدولة الفلسطينية يدركون ما هي اطباع وثقافة "الاردني" الا انهم يجهدون انفسهم في ابتكار مثل هذه التقاليع السياسية.
الاردنيون مع "عبدالله"، ولا نعرف لماذا يصر حسنين هيكل على النفخ في القرب المخزوقة، فهل تراهن عليه الصهيونية ان يفك بطلاسمه ما عجزت عنه في "حِجبها" على مدار احتلالها للارض العربية عام 48 و67؟.
عجبا الا يكف هؤلاء عن الهراء، لقد قالها الاردنيون لهم اكثر من مرة " قبوا .. هذه بلدنا وما نخون عهودها".